للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فنصيب العبد من انشراح صدره بحسب نصيبه من هذا النور، وكذلك النور الحسي والظلمة الحسية، هذه تشرح الصدر وهذه تضيقه.

ومنها العلم فإنه يشرح الصدر ويوسعه، حتى يكون أوسع من الدنيا، والجهل يورثه الضيق والحصر والحبس، فكلما اتسع علم العبد انشرح صدره واتسع.

وليس هذا لكل علم بل للعلم الموروث عن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو العلم النافع، فأهله أشرح الناس صدرًا، وأوسعهم قلوبًا، وأحسنهم وأطيبهم عيشًا.

قلت ولله در القائل:

اجْعَلْ جَلِيسَكَ دَفْتَرًا فِي نَشْرِهِ

لِلْمَيِّتِ مِنْ حُكْمِ الْعُلُومِ نُشُورُ

فَكِتَابُ عِلْمِ لِلأَدِيبِ مُؤَآنِسٌ

وَمُؤَدَّبٌ وَمُبَشِّرُ وَنَذِيرُ

وَمُفِيدَ آدَابَ وَمُؤْنِس وَحْشَة

وَإِذَا انْفَرَدْتَ فَصَاحِبٌ وَسَمِيرٌ

وَمِنْهَا الإِنَابَة إلى الله تعالى، ومحبته بكل القلب والإقبال عليه، والتنعم بعبادته فلا شيء أشرح لصدر العبد من ذلك حتى ليقول أحيانًا إن كنت في الجنة في مثل هذه الحال فإني إذا في عيش طيب.

وللمحبة تأثير عجيب في انشراح الصدر، وطيب النفس، ونعيم لا يعرفه إلا من له حس به.

وكلما كانت المحبة أقوى وأشد، كان الصدر أفسح وأشرح، ولا

<<  <  ج: ص:  >  >>