وَمَنْ يَكُ عِزْرَائِيلُ كَافِلَ رُوحِهِ
فَإِنْ فَاتَهُ فِي الْيَوْمِ لَمْ يَنْجُ مِنْ غَدِ
وَمَنْ رُوحُهُ فِي الْجِسْمِ مِنْهُ وَدِيعَةٌ
فَهَيْهاتَ أَمْنٌ يُرْتَجَى مِن مُرَدِّدِ
فَمَا حَقُّ ذِي لُبٍّ يَبِيتُ بِلَيْلَةٍ
بِلا كَتْبِ إِيصَاءِ وَإِشْهَادِ شُهَّدِ
وَوَاجِبُ الإِيصَا عَلَى الْمَرْءِ إِنْ يَكُنْ
عَلَيْهِ حُقُوقٌ وَاجِبَاتُ التَّرَدُّدِ
وَلا بَأْسَ أَنْ يَخْبَا الْفَتَى كَفَنًا لَهُ
لِحِلٍّ وَآثَارِ الرِّضَى وَالتَّعَبُّدِ
فَبَادِرْ هُجُومَ الْمَوْتِ فِي كَسْبِ مَا بِهِ
تَفُوزُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاجْهَدِ
فَكَمْ غَبْنُ مَغْبُونٍ بِنَعْمَةِ صِحَّةِ
وَنِعْمَةِ إِمْكانِ اكْتِسَابُ التَّعَبُّدِ
فَنَفْسُكَ فَاجْعَلْهَا وَصِيَّكَ مُكْثِرًا
لِسَفْرَةِ يَوْمِ الْحَشْرِ طِيبَ التَّزَوُّدِ
وَمِثْلُ وُرُودِ الْقَبْرِ مَهْمَا رَأَيْتُهُ
لِنَفْسِكَ نَفَّاعًا فَقَدِّمْهُ تَسْعَدِ
فَمَا نَفَعَ الإِنْسَانُ مِثْلُ اكْتِسَابِهِ
بِيَوْمٍ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ كُلِّ مُحْتَدِ
كَفَى زَاجِرًا لِلْمَرْءِ مَوْتٌ مُحَتَّمٌ
وَقَبْرٌ وَأَهْوَالٌ تُشَاهَدُ فِي غَدِ