للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال له قائل فأين في القرآن أعط أخاك تمرة فإن أبى فجمرة.

فقال في قوله تعالى {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} الآية.

شِعْرًا:

وَفِي السِّقَمِ وَالآفَاتِ أَعْظَمُ حِكْمَةٍ

مُيَقَّظَةٍ ذَا اللُّبِّ عِنْدَ التَّفَقُّدِ

يُنَادِي لِسَانُ الْحَالِ جِدُّوا لِتَرْحَلُوا

عَنِ الْمَنْزِلِ الْغَثِّ الْكَثِيرِ التَّنَكُّدِ

أَتَاكَ نَذِيرُ الشَّيْبِ بِالسِّقَمِ مُخْبِرًا

بِأَنَّكَ تَتْلُو الْقَوْم فِي الْيَوْمِ أَو غَدِ

فَخُذْ أُهْبَةً فِي الزَّادِ فَالْمَوْتُ كَائِنٌ

فَمَا مِنْهُ مِنْ مَنْجَا وَلا عَنْهُ عُنْدَدِ

فَمَا دَارُكُمْ هَذِهِ بِدَارِ إِقَامَةِ

وَلَكِنَّهَا دَارُ ابْتِلا وَتَزَوُّدِ

أَمَا جَاءَكُمِ مِنْ رَبِّكُمْ وَتَزَوَّدُوا

فَمَا عُذْرُ مَنْ وَافَاه غَيْرَ مُزَوَّدِ

وَمَا هَذِهِ الأَيَّامُ إِلا مَرَاحِلٌ

تُقَرِّبُ مِنْ دَارِ اللِّقَا كُلّ مُبْعَدِ

وَمَنْ سَارَ نَحْوَ الدَّارِ سِتِّينَ حِجَّةً

فَقَدْ حَانَ مِنْهُ الْمُلْتَقَى وَكَأَنَ قَدْ

وَمَا النَّاسُ إِلا مِثْلَ سَفْرٍ تَتَابَعُوا

مُقِيمٌ لِتَهْوِيمٍ عَلَى إثْرِ مُغْتَدِي

<<  <  ج: ص:  >  >>