فعل الخير وانبسط معهم لفعل الشر مجازاة ومطايبة لهم كان فعله جنبًا وخورًا ومداهنة ونفاقًا لا حياء ومثل ذلك ما يفعله بعض الناس من مجاملة بعضهم بعضًا في سماع المنكرات ورؤيتها وسماع الغيبة ونحوها فهذا جبن مذموم كل الذم وصاحبه شريك في الإثم عن لم ينكر أو يفارقهم.
والحياء أمارة صادقة على طبيعة الإنسان فهو يكشف عن قيمة إيمانه ومقدار أدبه فعندما ترى الإنسان يشمئز ويتحرج من فعل ما لا ينبغي أو ترى حمرة الخجل في وجهه صابغة إذا بدر منه ما لا يليق فاعلم أنه حي الضمير نقي المعدن زكي العنصر وإذا رأيت الرجل لا يكترث ولا يبالي فيما يبدر منه فهو امرؤ لا خير فيه وليس وازع يمنعه من ارتكاب الجرائم، واقترف الآثام الدنايا.
وينقسم الحياء على قسمين حياء من الله عز وجل لما روى ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه:«استحيوا من الله حق الحياء» . قالوا: إنَّا نستحي يا نبي الله والحمد لله.
قال:«ليس كذلك ولكن من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما حوى وليحفظ البطن وما وعى وليذكر الموت والبلى ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء» . رواه أحمد والترمذي وقال: هذا حديث غريب.
والقسم الثاني: الحياء من الناس وهو بقسيمه رأس الفضائل وأساس مكارم الأخلاق لأنه يترتب عليه ما يترتب على العدل والعفة ولذا ورد عن عمران بن حصين رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الحياء لا يأتي إلا بخير» . متفق عليه. وفي رواية لمسلم: «الحياء خير