للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة والبذاء من الجفاء والجفاء في النار» . رواه أحمد والترمذي. وقال صلى الله عليه وسلم: «الحياء والعي من الإيمان، والبذاء والبيان شعبتان من النفاق» . رواه أحمد والترمذي وقال صلى الله عليه وسلم: «الحياء نظام الإيمان» .

هذا بعض ما قاله صلى الله عليه وسلم في الحياء وهو كما ترى يتضمن وعد من اتصف بالحياء بالجنة ووعيد من اتصف بضده من البذاء والجفاء بالنار. ولا شك في أن ذلك من أجل الحكم وأفضل المواعظ فما من أحد يستمسك بالحياء ولا يحيد عنه إلا عاش في دنياه عيشة سعيدة حميدة راضية مرضية وظفر في آخرته بالسعادة الدائمة إذا وفقه الله لذلك.

وقد علمت أن الحياء ينقسم إلى قسمين حياء من الناس فأما الحياء من الله فإنه يترتب عليه كل الفضائل، التي يسعد بها الناس في دنياهم وآخرتهم فإن الذي يستحي من الله لا يفعل المعاصي بل يحفظ جوارحه كلها عنها ولا يترك واجبًا ما دام يؤمن بأن الله مطلع عليه لا تخفى عليه خافية من أمره.

وأنه لا بد أن يجزي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته كما قال تعالى {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى} وأنه سبحانه هو الذي خلق الإنسان وسواه كما قال تعالى {الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى} وأنه الذي أمده بنعمه كما قال تعالى {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً}

<<  <  ج: ص:  >  >>