للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آخر: ... إِذَا الْمَرْءُ وَافَى الأَرْبَعِين وَلَمْ يَكُنْ

لَهُ دُونَ مَا يَهْوَى حَيَاء وَلا سِتْرُ

فَدَعْهُ وَلا تنفس عَلَيْهِ الَّذِي أَتَى

وَإِنْ جَرَّ أَسْبَابَ الْحَيَاةِ لَهُ الدَّهْرِ

ومن الناس من يتلذذون بذكر فسوقهم ومعاصيهم ويتبجحون بتعداد جرائمهم وجناياتهم فيذيعون لجلسائهم ما ستره الله عليهم فيعرضون أنفسهم لعقوبة الدنيا وللحرمان من عفو الله ورحمته، وفي هؤلاء وأمثالهم يقول صلى الله عليه وسلم كل أمتي معافي إلا المجاهرون فيجب أن لا يتركوا أولئك الذين يجاهرون بارتكاب الموبقات يعيشون بينهم بل يجب على كل واحد أن يبذل مجهودًا في ردهم عن غيهم بكل ما يستطيع من النصيحة والإرشاد وغيرها.

وخير علاج للقضاء على هؤلاء مقاطعتهم وعدم مخالتطهم وعدم إجابة دعوتهم والابتعاد عنهم واحتقارهم في مجالسهم والانصراف عن حديثهم عن ابتلى بهم حتى يرجعوا عن غيهم ويكفوا عن المجاهرة بجرائمهم.

ومن الأسف أن المجاهرة بالمعاصي قد فشت في زماننا بدون حياء من الله ولا من الناس فلا شاب ينزجر ولا شيخ يرعوي ولا رجل تدركه الغيرة ولا امرأة يغلب عليها الحياء فتتحفظ وتتستر، وهذا مؤذن بعقوبة، والله أعلم لأن الأمم تحيا حياة طيبة بالتمسك بالفضائل، وتعيش عيشة سعيدة باجتناب الرذائل فإذا انتهكت المحارم، وغلبت الشهوات، وضاع الحياء فماذا يرتجى بعد ذلك من عيش وراءه سخط الله وعقابه ومقته وعذابه فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

شِعْرًا: ... فَشَرُّ الْعَالَمِينَ ذَوُو نِفَاقٍ ... وَإِشْرَاكٌ بِرَبِّ الْعَالَمِينَا

وَخَيْرُ النَّاسِ ذَوُ دِينٍ مَتِينٍ ... وَتَعْظِيمٍ لِرَبِّ الْعَالَمِينَا

<<  <  ج: ص:  >  >>