للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيوخ، والحرص في العلماء والقراء.

الثاني: أن يترك القبيح حياء من الناس بحيث لو لم يطلع عليه أحد لفعله، وهذا يحتاج إلى علاج لأنه ما دام عنده شيء من الحياء وهو حياؤه من الناس فقط فما دام لا يفعل القبائح بينهم فإنه يسهل تذكيره بعظمة ربه وجلاله وأنه أحق أن يستحيا منه لأنه القادر المطلع الذي بيده ملكوت كل شيء ويبين له لنه لا يليق بالمؤمن أن يستحي من الناس ولا يستحي من الله وليس من العقل ولا من المروءة أن يضيع ثواب ترك القبيح بانصرافه عن ملاحظة خالقه ومراقبة ربه.

أما الذي يجاهر بالمعاصي ولا يستحي من الله ولا من الناس، فهو من شر ما منيت به الفضيلة لأن المعاصي داء الانتقال لا تلبث أن تسري إلى النفوس الضعيفة فيعم شر معصية المجاهر ويتفاقم خطبها ويصعب علاجها فضلاً عما في المجاهرة من انتهاك حرمة الفضيلة والقضاء عليها فشره على نفسه وعلى الناس عظيم وخطره على الفضائل كبير.

شِعْرًا: ... إِذَا مَا ذَكَرْتَ النَّاسَ فَاتْرُكْ عُيُوبَهَمْ ... فَلا عَيْبَ إِلا دُونَ مَا مِنْكَ تُذْكَرُ

مَتَى تَلْتَمِسْ لِلنَّاسِ عَيْبًا تَجِدْ بِهِمْ ... عُيُوبًا وَلَكن رُبَّمَا فِيكَ أَكْثَرُ

شِعْرًا: ... إِذَا حَرَّمَ الْمَرْءُ الْحَيَاءَ فَإِنَّهُ ... بِكُلِّ قَبِيحٍ مِنْهُ كَانَ جَدِير

لَهُ قِحْة فِي كُلِّ أَمْرٍ وَسِرُّهُ ... مُبَاح وَخِدنَاهُ خنًا وغرُورُ

يَرَى الشَّتْمَ مَدْحًا وَالدَّنَاءَةَ رِفْعَةً ... وَلِلسَّمْعِ مِنْهُ فِي الْعَطَاءِ نُفُورُ

فَرَجِ الْفَتَى مَا دَامَ حَيًّا فَإِنَّهُ ... إِلَى خَيْرِ حَالاتِ الْمَبِيتِ يَصِيرُ

آخر: ... إِذَا لَمْ تَخْشَ عَاقِبَةَ اللَّيَالِي ... وَلَمْ تَسْتَحِيي فَاصْنَعْ مَا تَشَاءُ

فَلا وَاللهِ مَا فِي الْعَيْشِ خَيْرٌ ... وَلا الدُّنْيَا إِذَا ذَهَبَ الْحَيَاءُ ُ

يَعِيشُ الْمَرْءُ مَا اسْتَحْيَا بَخَيْرٍ ... وَيَبْقَى الْعَوْد مَا بَقي الْحَيَاءُ

<<  <  ج: ص:  >  >>