اللهم يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه اجمع بيننا وبين الصدق والنية الصالحة والإخلاص والخشوع والمراقبة واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(فَصْلٌ)
وأما الحياء من الناس فهو قسمان: الأول أن يستحي المرء من الناس وهو جازم بأنه لا يأتي هذا المنكر ولا يفعل هذه الرذيلة خوفًا من الله تعالى وحياء منه أيضًا ولو لم يطلع عليه أحد من خلق الله وهذا هو الحازم الذي عرف كيف يستفيد من صفة الحياء، ويأخذ أجرها كاملاً لأن الحياء إنما يمدح من جميع جهاته إذا ترتب عليه الكف عن القبائح التي لا يرضاها الدين الإسلامي في جميع الأحوال.
وروي أن حذيفة بن اليماني أتى الجمعة فوجد الناس قد انصرفوا فتنكب الطريق عن الناس وقال لا خير فيمن لا يستحي من الناس.
إِذَا لَمْ تَصُنْ عِرْضًا وَلَمْ تَخْشَ خَالِقًا
وَتَسْتَحِي مَخْلُوقًا فَمَا شِئْتَ فَاصْنَعْ
ويقال خمسة أشياء تقبح في خمسة أصناف قلة الحياء في ذوي الأحساب والحدة في السلطان، والبخل في ذوي الأموال، والفتوة في