ج
همُ الْفَتَى الْمَاجِدُ الْغَطْرِيفِ مَكْرمةٌ
يَضُوع نَادِي الْمَلا مِنْ نَشْرِهَا الْعِطْر
وَحِلْيَة الْمَرْءِ فَي كَسْبِ الْمَحَامِد لا
فَي نَظْمِ عَقْدٍ مِنَ الْعِقْيَانِ وَالدُّرَرِِ
تَكْسُو الْمَحَامِدُ وَجْه الْمَرْءِ بَهْجَتهَا
كَمَا اكْتَسَى الزَّهْرُ زَهْرَ الرَّوْضِ بِالْمَطَرِ
يَخْلُدُ الذِّكْر حَمْدًا طَابَ مَنْشؤه
وَلَيْسَ يَمْحُو الْمَزَايا سَالِفَ الْعَصْرِ
تَميز النَّاس بِالْفَضْلِ الْمُبِينِ كَمَا
تَمَيَّزُوا بَيْنَهُمْ فِي خَلْقِهِ الصُّورِ
بِقَدْرِ مَعْرِفَةِ الإِنْسَان قِيمَتُهُ
وَبِالْفَضْلِ كَانَ الْفَرْقُ فِي الْبَشَرِ
مَا الْفَضْلُ فِي بَزّةِ تَزْهُو بِرَوْنَقِهَا
وَأَيُّ فَضْلٍ لا برِيزٍ عَلَى مَدَرِ
وَإِنَّمَا الْفَضْلُ فِي عِلْمٍ وَفِي أَدَبٍ
وَفِي مَكَارِمٍ تَجْلُو صِدْق مُفْتَخَرِ
فَلا تَسَاو بِأَخْلاقٍ مُهَذَّبَة
أَخْلاق سُوءٍ أَتَتْ مِنْ سَارِحِ الْبَقَرِ
وَخُذْ بِمَنْهَجِ مَنْ يَعْصِي هَوَاهُ وَقَدْ
أَطَاعَ أَهْلَ الْحِجَا فِي كُلِّ مُؤْتَمَرِ
إِنَّ الْهَوَى يُفْسِدُ الْعَقْلَ السَّلِيمِ وَمَنْ
يَعْصِي الْهَوَى عَاشَ فِي أَمْنٍ مِنَ الضَّرَرِ