للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَجَاهِدِ النَّفْسَ فِي غَيٍ يُلَمُّ بِهَا

كَيْلا تُمَاثِل نَذْلاً غَيْر مُعْتَبَرٍ

وَفِي مُعَاشَرَةِ الأَنْذَالِ مَنْقَصَةٌ

بِهَا يَعُمُّ الصَّدَا مِرْآة ذِي فِكْرٍ

وَلَيْسَ يَبْلُغُ كُنْهَ الْمَجْد غَيْرَ فَتَى

يَرَى اكْتِسَابَ الْمَعَالِي خَيْرَ مُتَّجَرِ

إِنَّ الْكَرِيمَ يَرَى حَمْلَ الْمَشَقَّة فِي

نَيْلِ الْعُلَى مِنْ لَذِيذِ الْعَيْشِ فَاصْطَبِرِ

فَالصَّبْرُ عَوْنُ الْفَتَى فِيمَا تَجَشَّمَهُ

إِنَّ السِّيَادَةَ نَهْجٌ وَاضِحُ الْوَعِرِ

وَأَفْضَلُ الصَّبْرِ صَبْرَ عَنْ مُهْيَأَةٍ

مِنَ الْمَعَاصِي لِخَوْفِ اللهِ فَازْدَجِرِ

وَاصْبِرْ عَلَى نَصْبِ الطَّاعَاتِ تُحْظَ بِمَا

أَمَّلْتَهُ مِنْ عَظِيمِ الصَّفْحِ مُغْتَفَرٍ

نَيْفٌ وَسَبْعُونَ مِنْ آيِ الْكِتَاب أَتَتْ

فِي الصَّبْرِ فَاعْمَلْ بِهَا طُوبَى لِمُصْطَبَرِ

وَعِشْ مَحَلاً بِأَخْلاقٍ مَحَاسِنُهَا

تُجْلِي عَلَى أَوْجُهِ الأَيَّامَ كَالْغُرَرِ

دِينٌ بِهِ عِصْمَةٌ مِنْ كُلِّ فَاحِشَة

وَكُلّ مَا اسْتَطَعْتَ مِنْ بِرٍّ فَلا تَذَرِ

إِنَّ الْعَفَافَ حِمَى لِلنَّسْلِ صُنْهُ بِهِ

إِذَا أَضعت الْحِمَى يَرْعَاهُ كُلَّ جَرِي

<<  <  ج: ص:  >  >>