لِكُلِّ قَوْمٍ مَقَامٍ فِي الْخِطَابِ فَلا
تَجْعَلْ مُحَادَثَةَ الأَعْرَابِ كَالْحَضَرِ
وَاعْرِفْ حُقُوقَ ذَوِي الْهَيْئَاتِ إِذَ وَرَدُوا
وَلِلصَّعَالِيكَ فَاحْذَرْ حَالَةَ الضَّجَرِ
وَالْزَمْ لِدَى الأَكْلِ آدَابًا سَأُورِدُهَا
تَعِشْ حَمِيدَ الْمَسَاعِي عِنْدَ كُلَّ سَرِي
كُنْ أَنْتَ أَوَّلُ بَادٍ بِامْتِدَادِ يَدٍ
إِلَى الطَّعَامِ وَسَمِّ اللهَ وَابْتَدِرَا
وَاشْرَعْ بِأَصْفَى حَدِيثٍ فِي مُنَاسَبَةٍ
بِالزَّادِ أُنْسًا وَتَرْغِيبًا بِلا هَذَرِ
لا تُؤْثِرَنَّ بِشَيْءٍ لَذَّ مَطْعَمُهُ
نَفْسًا وَلا وَلَدًا فَالضَّيْفُ فِيهِ حَرِي
وَكُنْ إِذَا قَامَ كُلُّ الْقَوْمِ آخِرُهُمْ
وَغُضَّ عَنْ مَدِ أَيْدِي الْقَومَ بِالبَّصَرِ
وَمَنْ أَقَامَكَ أَهْلاً لِلضِّيَافَةَ قُمْ
بِشُكْرِهِ وَاسْتَزِدْ إِنْعَامَ مُقْتَدِرِ
وَرَأْسُ مَا قَدْ ذَكَرْنَاهُ الْحَيَاءِ فَكُنْ
مِنَ الْحَيَاءِ بِأَوْفَى بَاهِرِ الْحِبَرِ
لا دِينَ إِلا لِمَنْ كَانَ الْحَيَاءُ لَهُ
إِلْفًا قَرِينًا فَيَسْمُو كُلّ مُسْتَتِرِ
فَاسْتَحِي مِنْ خَالِقٍ يَرْعَاكَ فِي مَلأٍ
وَفِي خَلاءٍ وَكُنْ مِنْهُ عَلَى حَذَرِ