للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما العفة عن المأثم فنوعان: أحدهما الكف عن المجاهرة بالظلم والثاني: زجر النفس عن الأسرار بالخيانة فأما المجاهرة بالظلم فعتو مهلك، وطغيان متلف للمجاهر.

قال الله تعالى: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا تمكروا ولا تعينوا ماكرًا فإن الله تعالى يقول: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} ولا تبغوا ولا تعينوا باغيًا فإن الله يقول: {إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم} » .

والباعث عَلَى المجاهرة بالظلم الجرأة والقسوة، والصاد عن ذلك رؤية آثار غضب الله تعالى فِي الظالمين، وأن يتصور عواقب ظلمهم وأما الاستسرار بالخيانة فدناءة ولآمة.

وأما النزاهة فنوعان أحدهما: النزاهة عن المطامع الدنية. والثاني: زجر النفس عن الإسرار بالخيانة فأما المجاهرة بالظلم فعتو وطغيان.

شِعْرًا:

عَلَيْكَ بِبِرِّ الْوَالِدَيْنِ كِلَيْهِمَا

وَبِرِّ ذَوِي الْقُرْبَى وَبِرِّ الأبَاعِدِ

وَلا تَصْحَبَنْ إِلا تَقِيًّا مُهَذَّبًا

عَفِيفًا زَكِيًّا مُنْجِزًا لِلْمَوَاعِدِ

وَقَارِنْ إِذَا قَارَنْتَ حُرًّا مُؤْدَّبًا

فَتَى مِنْ بَنِي الأحْرَارِ زَيْنِ الْمَشَاهِدِ

وَكُفَّ الأذَى وَاحْفَظْ لِسَانَكَ وَاتَقِي

فَدِيَّتُكَ فِي وُدِ الْخَلِيْلِ الْمُسَاعِدِ

وَغُضَّ عَنْ الْمَكْرُوْهُ طَرْفَكَ وَاجْتَنِبْ

أَذَى الْجَارِ وَاسْتَمْسِكْ بِحَبْلِ الْمَحَامِدِ

<<  <  ج: ص:  >  >>