فالذي يكفل اليتيم ويتعهده ويلاحظه ويؤدبه ويهذب نفسه وتطمئن قلوب أقاربه إذا رأوه وكأن والده حي لا يفقد من والده إلا جسمه، فلا غرو أن كَانَ مكانه عند الله عظيمَا، وكان حريًّا أن يكون لرسول الله صلى الله عليه وسلم صاحبًا فِي الجنة يتمتع بما فيها من النعيم المقيم، كما قام بما وفقه الله له من رعاية اليتيم.
ففي هذا ترغيب فِي كفالة الأيتام والعناية بأمورهم فلهم حق على المسلمين سواء كَانَوا أقارب أو غيرهم، يكون ذلك بكفالتهم وبرهم وجبر قلوبهم وتأديبهم أحسن تربية فِي مصالح دينهم ودنياهم.
ولذلك أوصى جل وعلا بالإحسان إليهم ليصيروا كمن لَمْ يفقد والديه، قال تعالى:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ} وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من مسح رأس يتيم لَمْ يمسحه إلا لله كَانَ بكل شعرة تمر عليها يده حسنات» .
وأما الأرملة فهي التي مات زوجها، فهي فِي حاجة إِلَى الملاحظة لأنها ضعيفة وحاجات النساء كثيرة دقيقة وجليلة يرفعها المسكن والمأكل والملبس وهناك أشياء كثيرة من ذلك الدهن والطيب والمشط والمكحلة وأواني لشؤونها فِي حال طبخها وفي حال الحلي وأمور أخرى يطول ذكرها وتعدادها.
والمهم أن الذي يكدح وينصب ليكفي تلك الأرملة حاجاتها أو بعضها بعد أن فقدت زوجها الذي كَانَ يرعاها ويؤنسها وينفق عليها