يعقوب وإذا أصبح نادى مناديه من كَانَ مفطرًا فليفطر على طعام يعقوب» . رواه الحاكم والبيهقي والأصبهاني واللفظ له.
شِعْرًا: ... أَلَمْ تَرَ أنَّ النَّفْسَ يُرْدِيكَ شَرُّهَا ... وَأَنَّكَ مَأْخوُذُ بِمَا كُنَتَ سَاعِيَا
فَمَنْ ذا يُرِيُد اليومَ لِلنَّفْسِ حِكْمَةً ... وعِلْمًا يَزِيدُ العقلَ لِلصَّدرِ شَافِيا
هَلُمَ إِليَّ الآنَ إنْ كُنْتَ طَالِبًا ... سَبِيْلَ الهُدَى أوْ كُنْتَ لِلْحقِ باغِيا
فعندي مِن الأنباءِ عِلمٌ مجرَّبٌ ... فَمِنه بإلهامٍ ومِنهُ سَمَاعِيا
أخَبِرُ أخْبارًا تَقَادَمَ عَهْدُها ... وكَيفَ بَدأ الإسلام إذْ كانَ بادِيًا
وكَيفَ نَمىَ حتَّى اسْتَتَمَّ كَمالُه ... وكَيفَ ذَوَى إذْ كالثَّوبِ بَالِيَا
ومِن بعدِ ذا عندي مِنَ الِعلمِ جَوْهرٌ ... يُفيِدُك عِلْمًا إنْ وَعَيْتَ كَلامِيَا
فأحْوَجُ مَا كُنَّا إلى وَصِفْ دِيِننَا ... وَوَصْف دَلالاتِ العُقُولِ زَمَانِيَا
فَقَدْ نَدَبَ الإسلامُ أحْمدَ نَدْبَهً ... كَمَا نَدَبَ الأمواتَ ذُو الشَّجْوِ شِاجيَا
فأولُ مَا أبْدأُ فِبالحَمْدِ لِلَّذِي ... بَرَانى للإسلامِ إذْ كَانَ بَارِيَا
وصَيَّرِني إذْ شَاءَ مِن نَسْلِ آدمَ ... ولَمْ أكُ شَيطانًا مِن الجِنَّ عَاتِيَا
ولو شاءَ مِن إبليسَ صَيَّر مَخْرَجِي ... فَكُنتُ مُضِلاً جَاحِدَ الحقَّ طَاغِيَا
ولَكِنَّهُ قَدْ كَانَ بَاللُّطِف سَابِقًا ... وإذا لَمْ أكُنْ حَيًا على الأرضِ مَاشِيَا
وصَيَّرني مِنْ بَعْدُ فِي دِينِ أحمدَ ... وعَلَّمَنِي مَا غَابَ عنْهُ سُؤَالِيَا
وَفَهَّمَنِي نُورًا وَعِلْمًا وَحِكْمَةً ... فَشُكْرِي لَهُ فِي الشَّاكِرِينَ مُوَازِيَا
فَمِنْ أَجْلِ ذَا أَرْجُوهُ إِذْ كَانَ نَاظِرًا ... لِضَعْفِي وَجَهْلِي فِي الْمَلاِئِم حَالِيَا
وَمِنْ أَجْلِ إِذَا أَرْجُوهُ إِذَا كَانَ غَافِرًا ... وَمِنْ أَجْلِ ذَا قَدْ صَحَّ مِنِّي رَجَائِيَا
وَلَوْ كُنْتُ ذَا عَقْلٍ لَمَا قَدْ رَجَوْتُهُ ... لَقَدْ كُنْتُ ذَا خَوْفٍ وَشُكْرِي مُحَاذِيَا
وَلَوْ كُنْتُ أَرْجُوهُ لِحُسْنِ صَنِيعِهِ ... شَكَرْتُ فَصَحَّ الآنَ مِنِّي حَيَائِيَا
فَشُكْرِي لَهُ إذْ صَبِرْتُ بِالْحَقِّ عَالِمًا ... وَلِلشَّرِّ وَصَّافًا وَلِلْخَيْرِ وَاصِيَا