للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.. النَّاس بِالنَّاسِ مَا دَامَ الْحَيَاةُ بِهِمْ ... وَالسَّعْدُ لا شَكَّ تَارَاتٌ وَتَارَاتٌ

وَأَفْضَلُ النَّاسِ مَا بَيْنَ الْوَرَى رَجُلٌ ... تُقْضَى على يَدِهِ لِلنَّاسِ حَاجَاتُ

لا تَمْنَعَنَّ يَدَ الْمَعْرُوفِ عَنْ أَحَدٍ ... مَا دُمْتَ مُقْتَدِرًا فَالسَّعْدُ تَارَاتُ

وَاشْكُرْ فَضَائِلَ صُنْعِ اللهِ إِذْ جُعِلَتْ ... إِلَيْكَ لا لَكَ عِنْدَ النَّاسِ حَاجَاتُ

قَدْ مَاتَ قَوْمٌ وَمَا مَاتَتْ مَكَارِمُهُمْ ... وَعَاشَ قَوْمٌ وَهُمْ فِي النَّاسِ أَمْوَاتُ

ولا يهمله ثقة مِنْه بظن القدرة عليه فكم من واثق بالقدرة فاتت فأعقبت ندمًا وكم من معول على مكنة فأورثت خجلاً كما قيل:

مَا زِلْتَ أَسْمَعُ كَمْ مِنْ وَاثِقٍ خَجَلٍ ... حَتَّى ابْتُلِيتُ فَكُنْتُ الْوَاثِقَ الْخَجِلا

ولو فطن لنوائب دهره وتحفظ من عواقب أمره لكانت مغانمه مدخورة ومغارمه محبورة فقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «من فتح عليه باب من الخير فلينتهزه فإنه لا يدري متى يغلق عنه» . وروي عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «لكل شيء ثمرة وثمرة المعروف السراح» . أي التعجيل وقال بعضهم: من أخر الفرصة عن وقتها فليكن على ثقة من فوتها.

شِعْرًا: ... جُودُ الكريم إذا مَا كَانَ عَن عِدَةٍ ... وَقَدْ تَأَخَّرَ لَمْ يَسْلَمْ مِنَ الْكَدَرِ

إِنَّ السَّحَائِبَ لا تُجْدِي بِوَارِقُهَا ... نَفْعًا إِذَا هِيَ لَمْ تُمْطِحر على الأَثَرِ

يَا دَوْحَةَ الْجُودِ لا عَتْبٌ على رَجُلٍ ... يَهُزُّهَا وَهُوَ مُحْتَاجٌ إِلَى الثَّمَرِ

شِعْرًا: ... إِنَّ الْعَطِيَّةَ رُبَّمَا أَزى بِهَا ... عِنْدَ الَّذِي تُقْضَى لَهُ تَطْوِيلهَا

فَإِذَا ضَمِنْتَ لِصَاحِبٍ لَكَ حَاجَةً ... فَاعْلَمْ بِأَنَّ تَمَامَهَا تَعْجِيلُهَا

آخر: ... إِذَا هَبَّتْ رِيَاحُكَ فَاغْتَنِمْهَا ... فَإِنَّ لِكُلِّ خَافِقَةٍ سُكُونُ

وَلا تَغْفَلْ عَنِ الإِحْسَانِ فِيهَا ... فَمَا تَدْرِي السُّكُونُ مَتَى يَكُونُ

آخر: ... أَحْسِنْ إِذَا كَانَ إِمْكَانٌ وَمَقْدِرَةٌ ... فَلَنْ يَدُومَ على الإِحْسَانِ إِمْكَانُ

فعَلَى الإنسان العاقل أن يساعد أخاه المسلم على فعل معروف أو دفع ملمة بماله وجاهه ولا يقتدي بمن لا خير فيه لا فِي جاه ولا مال يهمه إلا نفسه

<<  <  ج: ص:  >  >>