فأما مال المسلمين فلا يا حفصة نصحت وغشيت أباك فقامت تجر ذيلها.
وروي أنه جيء بمال كثير من العراق، فقيل له: أدخله بيت المال فقال: لا ورب الكعبة لا يرى تحت سقفه حتى أقسمه بين المسلمين، فجعل بالمسجد، وغطى بالأنطاع، وحرسه رجال من المهاجرين والأنصار.
فلما أصبح نظر إِلَى الذهب والفضة والياقوت والزبرجد والدر يتلألأ، فبكى، فقال له العباس: يا أمير المؤمنين مَا هذا بيوم بكاء ولكنه فِي قوم قط إلا وقع بأسهم بينهم.
وعن سنان الدولي أنه دخل على عمر وعنده نفر من المهاجرين الأولين فأرسل عمر رضي الله عنه لسفط أتي به من قلعة بالعراق، وكان فيه خاتم فأخذه بعض بنيه فأدخله فِي فيه فانتزعه مِنْه ثم بكى، فقال له من عنده: لَمْ تبكي يا أمير المؤمنين وَقَدْ فتح الله عليك، وأظهرك على عدوك، وأقر عينك، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تفتح الدنيا على أحد حتى تلقى بينهم العداوة، والبغضاء، إِلَى يوم القيامة وأنا أشفق من ذلك» . رواه أحمد والبزار.
وروي أنه كَانَ يقسم شيئًا من بيت المال، فدخلت ابنة له صغيرة فأخذت درهمًا فنهض فِي طلبها حتى سقطت ملحفته عن منكبيه، ودخلت