للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليلاً فتسقي لهم الماء، وتكره أن تخرج نهارًا، فحمل عمر عنها القربة حتى بلغ منزلها.

ثم قال لها: أغدي إِلَى عمر غدوة يخدمك خادمًا، قالت: لا أصل إليه، قال: إنك ستجدينه إن شاء الله فغدت عليه، فإذا هي به فعرفت أنه الذي حمل عنها القربة، فاستحيت وذهبت فأرسل لها عمر بخادم ونفقة.

وكان إذا قدم الرسول من الثغور بكتب إِلَى أهليهم هو الذي يدور بها ويوصلها إِلَى بيوتهم بنفسه، ويقول: إذا كَانَ عندكن من يقرأ وإلا فاقربن من الأبواب حتى أقرأ لكن إذا خرج الرسول دار عليهن بالقرطاس والدواة بنفسه فيقربن من الأبواب فيكتب لهن إِلَى رجالهن.

ثم يأخذ الكتب فيأمر به مع الرسول، وعن أبي فراس قال: خطبنا عمر فقال فِي خطبته: إني لَمْ ابعث عمالي ليضربوا أبشاركم - أي جلودكم - ولا ليأخذوا أموالكم.

فمن فعل به ذلك فليرفعه إِلَى أقصه مِنْه، فقال عمرو بن العاص: لو أن رجلاً أدب بعض رعيته، أتقصه مِنْه، قال: أي والذي نفسي بيده لأقصه مِنْه، وَقَدْ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أقص من نفسه - أي مكن من القصاص مِنْه - أخرجه أبو داود.

وفي حديث أخرجه البخاري عن عمر أنه قال: اللهم إني أشهدك على أمراء الأمصار، وإني إنما بعثتهم ليعدلوا، وليعلموا الناس دينهم، وسنة نبيهم، ويقسموا فيهم فيأهم، ويرفعوا إلي مَا أشكل من أمرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>