وقال من رآه: لو استمرت المجاعة شهورًا أخرى لمات عمر من الهم والأسى.
وجاءته يومًا قافلة من مصر تحمل اللحم والسمن والطعام والكساء فوزعها على الناس بنفسه وأبى أن يأكل شيئًا وقال لرئيس القافلة: ستأكل معي فِي البيت ومنى الرجل نفسه ممتازًا حيث ظن أن أمير المؤمنين يكون طعامه خيرًا من طعام الناس.
وجاء عمر والرجل على البيت جائعين بعد التعب ونادى عمر بالطعام فإذا هو خبز مكسر يابس مع صحن من الزيت واندهش الرجل وتعجب من أن يكون هذا الطعام طعام أمير المؤمنين.
وقال: لماذا منعتني من أن آكل مع الناس لحمًا وسمنًا وقدمت هذا الطعام قال عمر: مَا أطعمك إلا مَا أطعم نفسي.
قال: وما يمنعك أن تأكل كما يأكل الناس وَقَدْ وزعت بيدك اللحم والطعام عليهم قال عمر: لقد آليت على نفسي أن لا أذوق السمن واللحم حتى يشبع مِنْهَا المسلمون جميعًا، أسمعت مثل هذا الإيثار لغير الأنبياء والخلفاء الراشدين.
ومن ورعه وتقشفه مَا روي من أن امرأته اشتهت الحلوى فادخرت لذلك من نفقة بيتها حتى جمعت مَا يكفي لصنعها فلما بلغ عمر ذلك رد مَا ادخرته إِلَى بيت المال ونقص من النفقة بقدر مَا ادخرت وإلى هذا أشار الشاعر: