للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جهولاً، وأقِلِ العَثْرةَ، وَأَقِلَّ الاعتذارَ، واغفرْ ذنبَ مَنْ يُرْجَى خَيْرهُ وَيُؤْمَنُ شرُّه.

وَلا تُبْغِضْ أَحَدًا يُطِيعُ الله ورسولَهُ، ولا تَقْطَعْ رَحِمَكَ، وَصِلْ مَنْ قَطَعَكَ، وَصِلْ رَحِمَكَ وَإِنْ قَطَعَتْكَ.

وَتَجَاوَزْ عَمَّنْ ظَلَمَكَ تَكُنْ رَفِيقَ الأَنْبِيَاءِ وَالشُّهَدَاءِ، وَأَقِلَّ دُخُولَ السوقِ، فَإِنَّ أَهْلَهُ ذِئَابٍ عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ، وفي السُّوقِ مَرَدَةُ الشياطينِ منِ الجنِّ والإِنسِ.

وَإِذَا دَخَلْتَها فَقُلْ: أشهدُ أنْ لا إلِهِ إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمدُ يُحْيي ويُميتُ، وهو حيُّ لا يموت، بيده الخير وهو على كلُّ شيءٍ قدير. اللهم صلّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ وأصحابه أجمعين.

فقد بلغِنَا عن النبي ? أنه قَالَ: «يُكتبُ لِقَائِلَها بِعدَدَ مَنْ في السُّوقِ مِن أَعْجَمِي أو فَصِيحٍ عَشْرُ حَسَنَاتٍ» . وَإِيَّاكَ أَنْ تُفَارِقُ الدَّسَمَ؛ فَإِنَّهُ أَتَمُّ لِعَقْلِكَ، وَلا تَمْنَعَنَّ نفسَك مِن الحلاوَةِ إنْ قَدِرْتَ؛ فَإِنَّهُ يَزِيدُ في الْحِلْمِ، وَعَلَيْكَ بِاللَّحم إِنْ وَجَدْتَهُ، وَلا تَدُمْ عَلَيْهِ وَلا تَدَعهُ أربعين يَوْمًا فَيَسوء خُلُقُكَ، وَلا تَردَّ الطِّيبَ؛ فإنَّه يَزِيدُ الدِّمَاغَ قُوةًَ.

والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

(فَصْلٌ)

وَقَالَ رحمه الله: وعليكَ باللِّبَاسَ الخشنِ تَجدْ حلاوةَ الإيمان، وعليكَ بالصَّوْم يَسُدُّ بابَ الفُجور، ويَفْتَحْ عليكَ بابَ العِبادة، وعليك بقلَّةِ الكلامِ يَلِنْ قَلْبُكَ. قُلْتُ: إلا بذكر الله وما ولاه.

وعليكَ بطُولِ الصمتِ تملكْ الوَرَعَ، (أي إلا ما فيه نفع أخْرَوِي أو ما هو وسيلة إليه) وَلا تكنْ طَعَّانًاً ولا مُغْتَابًا تسلمْ من أَلْسُنِ النَّاسِ.

وكنْ رحيمًا تكنْ محبَّبًا إلى النَّاس، وارضَ بما قسمَ الله لك تكنْ غَنيًّا،

<<  <  ج: ص:  >  >>