للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتوكْل على الله تكنْ قَوِيًّا، وكنْ مُتَواضِعًا تستكملْ أعمالَ البِّر.

وكُنْ عفوًّا تظفَر بحاجتِك، وكنْ رحيمًا يُتَرَحَّم عليكَ، وعليك بالسَّخَاء فإنه يسْتُر العوراتِ.

وعليكَ بكثرةِ المعروف يُؤْنسْكَ الله في قَبرِكَ واجتنبْ المحارِمَ كلَّها تَجِدْ حَلاوةَ الإيمان.

وأحِبَّ أهلَ الجنّةٍ تكنْ معهم يومَ القيامة وابغضْ أهلَ المعاصي يُحِبُّكَ اللهُ والمؤمنون.

واحْرصْ يا أخِي! أن يَكُونَ أَوَّلُ أمرِك وآخرُه على تقوى الله في السرِّ والعلانيةِ.

واخشَ الله خشية مَن عَلِمَ أنه مَيِّتٌ وَمَبْعُوثٌ وَمَحْشُورٌ وَمَوْقوفٌ بينَ يَدَيْ الْجَبَّارِ.

ثم المصيرُ إلى أحدِ الدارينِ؛ إِمَّا إلى جنَّةٍ ناعمةٍ خالدةٍ، أو إلى نارٍ حاميةٍ مؤبَّدَةٍ دائمةٍ.

وجالس الفقراء، واصحبِ المساكينَ، وأرضَ بعيشتهم، وتأسَّ بفقيرهم، واصْبر علي مُضطَرِّهم.

وكنْ راضيًا عن الله بما قسم، وداخلاً تحتَ ما حكَم، ساهِرًا في جُنحِ الظُّلَمِ. انتهى.

قَالَ يحيى بن أكثم: كُنتَ أرى شيخًا يَدخُل على المأمون وكان يَخْلُو به خلوةً طويلةً ثم ينصرفُ فلا نسمع له خَبَرَا فلما تُوفي.

قَالَ لنا المأمونُ: وَا أسَفَا على فقد صَديقٍ مَسْكُونٍ إليه مَوْثُوقٌ به وَتُقْتَبَسُ منه الْفَوَائدُ وَالْغُرَر قُلْنَا:

ومَن ذاكَ يا أمير المؤمنين؟ قَالَ: أما كُنتَ تَرى شيخًا يأتِينَا وَنَخْلُوا به مِن دونَ النَّاسِ قُلْتُ: بلى. قَالَ: قد تأخر عن إبانِهِ وأظن أنه قَدْ ماتَ.

قُلْتُ: وما في ذلكَ؟ قَالَ: كان صَديقي بخرسان وكُنْتُ أسْتَرِيحُ إليه

<<  <  ج: ص:  >  >>