.. فَكَمْ دَمَّرُوا مِنْ مَسْكَنٍ كَانَ آنِسًا
وَكَمْ خَرَّبُوا مِنْ مَرْبَعٍ وَمَعَاقِلِ
وَكَمْ خَرَبُوا مِنْ مَسْجِدٍ وَمَدَارِسٍ
يُقَامُ بِهَا ذِكْرُ الضُّحَى وَالأَصَائِلِ
وَكَمْ قَطَعُوا مِنْ بَاسِقَاتٍ نَوَاعِمٍ
وَكَمْ أَغْلَقُوا مِنْ مَعْقَلِ وَمَنَازِلِ
وَكَمْ أَهْلَكُوا حَرْثًا ونَسْلاً بِبَغْيِهِمْ
وَكَمْ أَيْتَمُوا طِفْلاً بِغَدْرٍ وَبَاطِلِ
وَكَمْ هَتَكُوا سِتْرًا حَيّيًا مُمَنَعًا
وَكَمْ كَشَفُوا حُجْبَ الْعَذَارَى الْعَقَائِلِ
وَكَمْ حَرَقُوا مِنْ كُتُبِ عِلْمٍ وَحِكْمَةٍ
وَفِقْهٍ وَتَوْحِيدٍ وَشَرْحِ مَسَائِلِ
وَكَمْ هَدَمُوا سُورًا وَقَصْرًا مُشَيَّدًا
وَحِصْنًا حَصِينًا أَوْهَنُوا بِالْمَعَاوِلِ
وَكَمْ أَسَرُوا مِنْ حَاكِمٍ بَعْدَ عَالِمٍ
وَكَمْ زَلْزَلُوا مِنْ مُحْصَنَاتِ غَوَافِلِ
وَكَمْ قَتَلُوا مِنْ عُصْبَةِ الْحَقِّ فِتْيَةً
تُقَاةً هُدَاةً فِي الدُّجَى كَالْمَشَاعِلِ
يَذُودُونَ عَنْ وِرْدِ الدَّنَايَا نُفُوسَهُمْ
وَسْعَوْنَ جُهْدًا لاقْتِنَاءِ الْفَضَائِلِ
فَمَا بَعْدَهُمْ وَاللهِ فِي الْعَيْشِ رَغْبَةٌ