.. (لَدَى مُخْلِصٍ حُرٍّ كَرِيمِ الشَّمَائِلِ)
مَضَوْا وَانْقَضَتْ أَيَّامُهُمْ حِينَ أَوْرَثُوا
ثَنَاءً وَمَجْدًا كَالْهُدَاةِ الأَوَائِلِ
فَوَا أَسَفًا مِنْ فُقْدِهِمْ وَفُرَاقِهِمْ
وَوَاسَوْءَتَا مِنْ بَعْدِ أَهْلِ الْفَضَائِلِ
فَجَازَاهُمُ الرَّبُّ الْكَرِيمُ بِرَحْمَةٍ
تَعُمُّ عِظَامًا أَوْدِعَتْ فِي الْجَنَادِلِ
وَأَبْقِي لَهُمْ نَصْرًا وَأَهْلاً مُؤَثَّلاً
يُعِزُّ هُدَاةَ الدِّينِ بَيْنَ الْجَحَافِلِ
لَقَدْ بَخِلَتْ عَيْنٌ تَظُنُّ بِمَائِهَا
عَلَى فَقْدِهِمْ أَوْ دَمْعُ عَيْنٍ تُهَامِلِ
فَقَدْ كُسِفَتْ شَمْسُ الْمَعَارِفِ بَعْدَهُمْ
وَسَالَتْ جُفُونٌ بِالدُّمُوعِ الْهَوَاطِلِ
فَكَمْ عَاتِقٍ غَرَّاءَ تَبْكِي بِشَجْوِهَا
وَأَرْمَلَةٍ ثَكْلَى وَحُبْلَى وَحَائِلِ
ينُحْنَ بِأَكْبَادٍ حِرَارٍ وَعَبْرَةٍ
وَيُكْظِمْنَ غَيْظًا فِي الْجَوَانِبِ دَاخِلِ
يُرَجِّعْنَ أَلْحَانَ التَّعَزّي بِحُرْقَةٍ
وَيُظْهِرْنَ صَبْرًا عَنْ شُمَاةٍ وَعَاذِلِ
فَلَوْ شَهِدَتْ عَيْنَاكَ يَوْمَ رَحِيلِهِمْ
عَنْ الْمَسْكَنِ الأَعْلَى الرَّفِيعِ الْمَنَازِلِ