.. وَفُرِّقَتْ الأَحْبَابُ فِي كُلِّ قَرْيَةٍ
وَسَارَ بِهِمْ حِزْبُ الْعَدُوِّ الْمُزَايِلِ
يَسُوقُونَهُمْ سَوْقًا عَنِيفًا بِشِدَّةٍ
وَيُزْجُونَ أَشْيَاخًا بِتِلْكَ الْقَوَافِلِ
لَذَابَتْ جُفُون الْعَيْنِ وَاحْتَرَقَ الْحَشَا
وَسَالَتْ خُدُودٌ بِالدُّمُوعِ السَّوَائِلِ
فَقَدْ عَاثَتْ الأَحْزَابُ فِي الأرض بَعْدَهُمْ
بِكُلِّ مَكَانٍ نَاصِبِينَ الْحَبَائِلِ
فَكَمْ غَارَةٍ غَبْرَاءَ يُكْرَهُ وِرْدُهَا
عَلَى إِثْرِ أُخْرَى بَيْنَ تِلْكَ الْقَبَائِلِ
وَكَمْ فِتْنَةٍ كُبْرَى تُتَابِعُ أُخْتَهَا
عَلَى إِثرِ صُغْرَى مِنْ قَتِيلٍ وَقَاتِلِ
تَرَى خَيْلَهُمْ فِي كُلِّ يَوْمٍ مُغِيرَةً
عَلَى دَاخِلٍ أَوْ خَارِجٍ أَوْ مُسَابِلِ
عَسَى وَعَسَى أَنْ يَنْصُرَ اللهُ دِينَنَا
وَيَجْبُرَ كَسْرًا مُثْقَلاً بِالْحَبَايِلِ
وَيَعْمُرَ لِلسَّمْحَاءِ رُبُوعًا تَهَدَّمَتْ
وَيُعْلِي مَنَارًا لِلْهُدَى غَيْرَ زَائِلِ
وَيَكْسِرَ أَعْلامَ الضَّلالَةِ إِنَّهُ
قَرِيبٌ مُجِيبٌ مُسْتَجِيبٌ لِسَائِلِ
وَيَطْمِسَ آثَارَ الْفَسَادِ بِدِيمَةٍ