للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعقل ما يَقُولُ وبأي يد يتناول وبأي عين ينظر وبديع السماوات والأرض أمامه {إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرض إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً} .

إذا فهمت ما سبق من أحوال يوم القيامة وأدلته فاعْلَمْ أن أكثر خلق الله لم يدخل الإِيمَان بالْيَوْم الأخر في قُلُوبهمْ ولم يتمكن من سويداء أفئدتهم.

ويدل على ذَلِكَ استعداهم لبرد الشتاء وحر الصيف وتهاونهم بجهنم وزمهريرها وزقومها وحميمها وويلها وغساقها مَعَ ما يتبع ذَلِكَ من الشدائد والأهوال والكروب والقلاقل والمزعجات.

ولو كَانُوا مصدقين ما كَانُوا بهذه الحال، اللسان يصدق والْعَمَل يكذب إذا سئلوا عن الْيَوْم الآخر نطقت ألسنتهم وغفلت عَنْهُ قُلُوبهمْ.

ومن قدم له طعام وأخبر أنه مسموم فَقَالَ للذي أخبره صدقت فيه سم ثُمَّ مد يده يتناوله ليأكل كَانَ مصدقًا بلِسَانه ومكذبًا بفعله وتكذيب الْعَمَل أبلغ من تكذيب اللسان قال بَعْضهمْ:

شِعْرًا: ... وَمُنْتَظِرٍ لِلْمَوْتِ فِي كُلِّ لَحْظَةٍ

يَشِيدُ وَيَبْنِي دَائِمًا وَيُحَصِّنُ

لَهُ حِينَ تَبْلُوهُ حَقِيقَةُ مُوقِنٌ

وَأَعْمَالُهُ أَعْمَالُ مَنْ لَيْسَ يُوقِنُ

عِيَانٌ كَإِنْكَارٍ وَكَالْجَهْلِ عِلْمُهُ

بِمَذْهَبِهِ فِي كُلِّ مَا يَتُيَقَّنُ ... >?

آخر: ... بَادِرْ شَبَابَكَ أَنْ تَهْرَمَا ... وَصِحَّةَ جِسْمِكَ أَنْ تَسْقَمَا ... ????

???? ... وَأَيَّامَ عَيْشِكَ قَبْلَ الْمَمَاتِ ... فَمَا قَصْرُ مَنْ عَاشَ أَنْ يَسْلَمَا ... ????

???? ... وَوَقْتُ فَرَاغِكَ بَادِرْ بِهِ ... لَيَالِي شُغْلِكَ فِي بَعْضِ مَا ... ????

????آخر: ... أَمِنْ بَعْدِ شَيْبٍ أَيُّهَا الرَّجُلُ الْكَهْلُ ... جَهِلتَ وَمِنْكَ الْيَوْمَ لا يَحْسُنُ الْجَهْلُ ... >?

????

????

<<  <  ج: ص:  >  >>