عباد الله إن من عباد الله من إذا أنعم الله عَلَيْهِ بمال كثير كانَتْ الحال عنده فوضى فلا تضع زوجتك ولا بناته أيديهم في دقيق ولا جليل من أعمال البيت فيجيء لهن بخدامين وسواقين وطباخين الواحد مِنْهُمْ في طول النخلة في منتهى العافية ولا يبعد أن يكون من الشباب الَّذِينَ يعجبون النساء جمالاً وَرُبَّمَا خلو في النساء وصَاحِب البيت من زوج أو غيره لاه في أمور دنياه أو في عمله لا يفكر فيما تفكر فيه النساء ولا فيما يفكر فيه الخادم أو السائق وكأن نساءه في اعتقاده معصومَاتَ ولا يدري أنه ما خلا رجل بامرأة إِلا وثالثهما الشيطان وأن النساء حبائل الشيطان وأنهن من أضر ما على الرجل وأن لذة الرجل عندهن ولذاتهن عنده لا يخالف في ذَلِكَ أحد إِلا معتوه أو نحوه فإذا رأت المرأة شابًا ولا ثالث لهما فلا يبعد أن تدعوه لذَلِكَ فما موقف هَذَا المغفل أمام بديع السماوات والأرض الَّذِي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
ولعل جواب هَذَا الجاهل أنه لا يدور في خلده أن امرأته تقدم على مثل هَذَا لأنها معصومة قولوا له أما سمعت بقصة امرأة العزيز اقرأها لعلك تأخذ حِذرك وتعلم أنه لا يسلم من فتنهن إِلا عباد الله المخلصين.