بعد أن ذكر حال منكري البعث لفت أنظارهم إلى الدَلِيل الَّذِي يدحض كلامهم ألا وَهُوَ النظر في آياته الأفاقية كي يعتبروا ويستدلوا بها على ما جعلت أدلةً عَلَيْهِ.
فإن من خلق السماء وزينها بالكواكب وأحكمها وبسط الأرض وجعل فيها رواسي وأنبت فيها صنوف النَّبَات صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ويتفاضل في الأكل.
وجعل ذَلِكَ تبصرة لأولي الألْبَاب ونزل من السماء ماء فأنبت به خضر الجنان والزرع المختلف الأصناف والألوان والطعوم والنخل الباسق ذا الطلع المتراكم بعضه فوق بعض رزقًا للعباد وأحيا الأرض الموات.
أفلا يستطيع من هذه قدرته وهَذَا شأنه أن يخَرَجَ النَّاس من القبور بعد بلائهم وبعد أن يصيروا عظامًا ورفاتًا وينشئهم خلقًا آخر في حياة أخرى وعَالِم غير هَذَا العَالِم بلي وَاللهِ إنه على كُلّ شَيْء قدير وبكل شَيْء أحاط عِلمَا.