للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فجعلوا يرددونها بقلب حزين فأثرت عَلَيْهمْ ومرضوا بعدها مَاتَ أولئك السَّلَف الصالح الَّذِينَ تتجافي جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً.

وماتت تلك الخشية وأعقبها قَسْوَة أذهلت العباد عن طاعة الله فصاروا يأتون ويذرون ما يذرون دون سؤال عن سخط الله ورضاه.

وغدت جوارحهم مطلقة في كُلّ ما يغضب الله وصَارَت أفعالهم فوضي لَيْسَ لها ضوابط ولا قيود العين تجول في المناظر المحرمة من نساء سافرات إلي سينماء إلي تلفزيون إلي الفيديو معلم الفساد إلي كورة إلي مجلاتٍ في طيها الشرور إلي صورة مجسدة وغير مجسدة إلي كتب هدامة للأَخْلاق إلي غير ذَلِكَ من المحرمَاتَ التي تجرح القُلُوب.

والفرج يسرح كما شَاءَ إلي الفواحش الدين ضعيف والخلق فاسد والأذنُ لا تشبع من سماع ما يسخط ربها والبطن يستزيد من سحت الأقوات.

وأما اليد فحدث ولا حرج في تعدي الحدود وأما اللسان فليله ونهاره يتحرك ويتقلب في منكر القول وزوره ولا كأن ربه السميع البصير العليم موجود وتراه في أعراض الغوافل ويمزق جلودهم في السب والغيبة والبهت والكذب ولا يعف عن عرض أي بشر.

ويحلف بِاللهِ العلي العَظِيم كُلّ يوم مرات ولا يهمه أبر في يمينه أم فجر وأما وعوده وعهوده وعقوده فتهمل ولا كأنه مكلف باحترامها فهَذَا وأمثاله قَدْ انهمكوا في المعاصي وتوغلوا فيها وصَارَت عندهم عادات وشَيْء طبعيٌّ مألوفٌ لهُمْ.

<<  <  ج: ص:  >  >>