للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علي بابه، وحام الحمام فوق الغار وجدت قريش في طلبهما وأخذوا معهم القافة حتى انتهوا إلي باب الغار، فوقفوا عَلَيْهِ فَلَمَّا رأوا الحمام فوقه والعنكبوت قَدْ نسجت علي به استبعدوا ذَلِكَ جداً وأعمي الله بصائرهم وأبصارهم وفي ذَلِكَ يَقُولُ الشاعر:

وَمَا حَوَى الغَارُ مِنْ خَيْرٍ ومِنْ كَرَمٍ ... وكُلُ طَرْفٍ مِنَ الكُفَّارِ عَنْهُ عَمِيْ

ظَنُّوْا الحَمَامَ وظَنَّوْا العَنْكَبُوتَ عَلَى ... خَيْرِ البَرِيَّةِ لَمْ تَنْسِجْ وَلَمْ تَحُمِ

وِقَايَةُ اللهِ أَغْنَتْ عَنْ مُضَاعَفَةٍ ... مِنَ الدُرُوْعِ وعَنْ عَالٍ مِنْ الأُطُمِ

فَقَالَ أبو بكر: يَا رَسُولَ اللهِ لو أن أحدهم نظر إلي ما تحت قدميه لأبصرنا، فَقَالَ ما ظنك باثنين الله ثالثهما، لا تحزن إن الله معنا وكانَا يسمعان كلامهم إِلا أن الله عمي عَلَيْهمْ أمرهما إن الله علي كُلّ شَيْء قدير.

بلغ النَّبِيّ ? الْمَدِينَة، فتلقته قُلُوب أهلها بأكرم ما يتلقي به وافد، وتطلعت إليه عيونهم تبثُهُ شوق الْحَبِيب إلي حبيبه، وفتحوا له قُلُوبهمْ ليحل منها في سويدائها، وأشرعوا له أبواب بيوتهم لينزل فيها أعز منزل، فكَانُوا يخرجون كُلّ يوم إلي الحرة ينتظرونه، فإذا اشتد حر الشمس رجعوا إلي منازلهم.

فَلَمَّا كَانَ يوم الاثنين ثاني عشر الأول علي رأس ثلاث عشرة سنة من نبوته ? خرجوا علي عاداتهم فَلَمَّا حميت الشمس رجعوا، فصعد رجل من

<<  <  ج: ص:  >  >>