شديداً لما كَانَ لها من الأعمال النبيلة والوفاء التام والتأييد له وتثبيته ولما لها من آراء سديدة.
ومنها القاسم الَّذِي كَانَ يكني به وسائر ولده إبراهيم وبوفاتها انطفأ مصباح منير وعون كبير ليتمثل النساء بأعمالها في حسن الوفاء والإخلاص والصدق والبر فإنها امرأة ولكنها خَيْر من آلاف الرِّجَال وفي مثلها وأشباهها لو يوَجَدَ حسن التمثل يَقُولُ المتنبي:
(وَلَوْ كَانَ النِسَاءُ كَمَنْ فَقَدْنَا ... لَفُضِّلَتِ النِّسَاءُ عَلَى الرِّجَالِ)
ولهَذَا استحقت أجر العاملين وثواب المخلصين وجاءتها البشارة من رب السماء علي لسان جبريل الأمين قائلاً " يَا رَسُولَ اللهِ هذه خديجة قَدْ أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب شك من الراوي " وَذَلِكَ عِنْدَمَا كَانَ ? في غار حراء فإذا هِيَ أتتك فاقَرَأَ عَلَيْهَا السَّلام من ربها ومني وبشرها ببيت في الْجَنَّة من قصب لا صخب فيه ولا نصب "
فقَالَتْ هُوَ السَّلام ومنه السَّلام وعلي جبريل السَّلام وعَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ السَّلام ورحمة الله وبركاته.
رَأَتْ خَدِيْجَةُ إِنْسَانَاً تُصَاحِبُهُ ... عِنَايَةُ اللهِ رَغْمَ الفَقْرِ واليُتُمِ
فاخْتَارَتْ المُصْطَفَى زَوْجاً لَهَا ولَقَدْ ... وَفِيَّ لَهَا المُصْطَفَى المُخْتَارُ بالذِّمَمِ
يُثْنِيْ عَلَيْهَا ولاَ يَنْسَى فَضَائِلَهَا ... مِثْلُ اسْتِجَابَتِهَا فِي لاَ وَفِي نَعَمِ
أَوْلاًَدُهُ غَيْرُ إِبْراهِيْمَ سِتَّتُهُمْ ... أَتَوهُ مِنْهَا وَنُورُ الشَّمْسِ فِي النَّجِمِ
آخر: ... لَقَدْ سَمِعْنَا بأَوْصَافٍ لَكُمْ حَسُنَتْ ... فَسَرَّنَا مَا سَمِعْنَاهُ وَأَرْضَانَا
مِنْ قَبْلِ رُؤْيَتِكُمْ نلَنَا مَحَبَّتَكُمْ ... والأذْنُ تَعْشِقُ قَبْلَ العَيْنِ أَحْيَانَا
" موعظة "
عِبَادَ اللهِ إن شأن الصَّلاة عَظِيم جداً في ديننا معشر المسلمين وفي كُلّ دين وأسرارها العظيمة وبركاتها العميمة وفوائدها الكثيرة لا تخفي علي كثير من الْمُؤْمِنِين.
ولَيْسَتْ الصَّلاة مجرد أقوال يلوكها اللسان وحركات تؤديها الجوارح بلا تدبر من عقل ولا تفهم ولا خشوع من قلب لَيْسَتْ تلك التي ينقرها صاحبها نقر الديكة ويخطفها خطف