ذَلِكَ تماماً وليمرنوا أنفسهم علي التأني والتريث والرفق حتى يعدوا في فريق المصلين.
وإن لم يطمئنوا فليعلموا أنهم هم وتارك الصَّلاة سواء حكمهم بمقتضي قوله ? للمستعجل في صلاته ارجع فصل فإنك لم تصل، وَقَالَ أبو هريرة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أوصاني خليلي ? بثلاث ونهاني عن ثلاث نهاني عن نقرة كنقرة الديك (العجلة في الصَّلاة) وإقعاء كإقعاء الكلب (وضع الإلية علي الأرض ونصب الساقين ووضع اليدين علي الأرض) .
والتفات كالتفات الثعلب، وَقَالَ ? لا يزال الله مقبلاً علي الْعَبْد في صلاته ما لم يلتفت فإذا صرف وجهه انصرف عَنْهُ ونهي ? عن رفع البصر إلي السماء في الصَّلاة، إذا علمت ذَلِكَ فابذل يا أخي كُلّ ما في وسعك من الاجتهاد في تكميل صلاتك وَاحْذَر من التفريط فيها فعَلَيْهَا مدار عَظِيم.
والمعاني التي تتم بها الصَّلاة كثيرة منها حضور الْقَلْب ومعناه أنك تفرغ قلبك عن الشواغل التي تتعلق بالدُّنْيَا وزينتها متفهماً لما تتلوه أو تقوله أو تسمعه إن كنت مأموماً فتصرف ذهنك وهمتك إلي إدراك المعني بدفع الخواطر الشاغلة وقطع موادها فإن المواد إذا لم تنقطع لم تنصرف الخواطر والهواجس عَنْهَا والمواد إما ظاهرة وهي ما يشغل السمَعَ والبصر.
وإما باطنة وهي أشد كمن تشبعت به الهموم في أودية الدُّنْيَا فإنه لا ينحصر فكره في فن واحد ولم يغنه غض البصر لأن ما وقع في الْقَلْب كافٍ في الاشتغال به.