ولهَذَا كَانَ السَّلَف يعتنون بالصَّلاة اعتناءً عظيماً ويتلذذون بها ويحزنون لانقضائها وَقَالَ بَعْضهمْ تفقدوا قلوبكم في ثلاثة مواضع في الصَّلاة وفي القرآن وفي ذكر الله فإن وجدتم حلاوة وإِلا فالْبَاب مغلق.
ومن المؤسف أنك تجد كثيراً من النَّاس يأتي الصَّلاة كالمكره بدَلِيل أنه إذا تأخر الإمام ولو قليلاً ضاقت صدورهم مَعَ أنه في صلاة ما انتظروا الصَّلاة وتجدهم يسرعون الْخُرُوج بعدها بخلاف المجيء إليها.
وتجدهم يحرصون علي الإمام الَّذِي ينقرها مَعَ أنه في أمور الدُّنْيَا علي العكس إذا أراد أحدهم أن يذهب إلي طبيب ليكشف عَلَيْهِ حرص علي من يتركد ويطمئن ويطيل الفحص ويتقنه ولو بزيادة كثيرة لما يؤمله من النصح وإتقان الْعَمَل.
وكَذَلِكَ إذا أراد صنعه شَيْء حرص علي البصير الخبير المتقن لذَلِكَ.
أما في الصَّلاة فكما ذكرنا ما يهتم لها ولا يبالي ويراها عَلَيْهِ أثقل من أحد ورضوي وهي عشر دقائق أو أقل ولو وقف مَعَ صديق له أو قريب أو زميل ساعة أو أكثر وأراد التفرق لقال ساعة المحب قصيرة لأنسه به وتلذذه بمناجاته.
وأما رب العالمين الَّذِي نعمه عَلَيْهِ لا تعد ولا تحصي فالوقوف أمامه طويل وإن كَانَ قصيراً وصدق الله العَظِيم حيث يَقُولُ:{وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ} فلا حول ولا قوة إِلا بِاللهِ العلي العَظِيم {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} .