للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لم يأمر بشَيءٍ فقيل: ليته لم يأمر به ولا نهي عن شَيْء فقيل: ليته لم ينه عنهُ وأحل الطيبات لم يحرم شيئاً منها كما حرم في شرع غيره وحرم الخبائث لم يحل منها شيئاً كما استحله غيره.

وجمَعَ محاسن ما عَلَيْهِ الأمم فلا يذكر في التوراة والإنجيل والزبور نوع من الخبر عن الله وعن ملائكته وعن الْيَوْم الآخر إلا وقَدْ جَاءَ به علي أكمل وجه وأخبر بأشياء لَيْسَتْ في هذه الكتب.

وأمته أكمل الأمم في كُلّ فضيلة فإذا قيس علمهم بعلم سائر الأمم ظهر فضل علمهم وإن قيس دينهم وعبادتهم وطاعتهم لله بغيرهم ظهر أنهم أدين من غيرهم وإذا قيس شجاعتهم وجهادهم وصبرهم علي المكاره في ذات الله ظهر أنهم أعظم جهاداً وأشجع قلوباً وهذه الفضائل به نالوها ومنه تعلموها وَهُوَ الَّذِي أمرهم بها ا. هـ.

وَقَالَ آخر:

اعْلم أن من شاهد أحواله ? وأصغي إلي سماع أخباره المشتملة علي أخلاقه وأفعاله وأحواله وعاداته وسجاياه وسياسته لأصناف الخلق وهدايته إلي ضبطهم وتألفه أصناف الخلق وقوده إياهم إلي طاعته.

مَعَ ما يحكي من عجائب أجوبته في مضائق الأسئلة وبدائع تدبيراته في مصالح الخلق ومحاسن إشاراته في تفصيل ظاهر الشرع التي يعجز الْفُقَهَاء والعقلاء عن إدراك أوائل دقائقها في طول أعمارهم لم يبق له ريب ولا شك في أن ذَلِكَ لم يكن مكتسباً بحيلة تَقُوم بها القوة البشرية.

بل لا يتصور ذَلِكَ إلا بالاستمداد من تأييد سماوي وقوة إلهية وأن

<<  <  ج: ص:  >  >>