هَلْ فِي الوَرَى مُتَيَقَضٌ مُتَحَفِّظٌ ... يَدَعْ الثَّوانِيَ عنهُ فِي الأعمال
وقَدْ تَسْلِبُ الايَّامُ حَالاتِ أَهْلِهَا
وَتَعْدُوْا عَلَى أُسْدِ الرِّجَالِ الثَّعَالِبُ
آخر: ... إِذَا هَلَكَتْ أُسْدُ العَرِيْنَ وَلم يَكُنْ
لَهَا خَلَفٌ فِي الغِيْلِ سَادَ الثَّعَالِبُ
آخر: ... لمَّا تَبَدَّلَتِ المَجَالِسُ أَوْجُهاً
غَيْرَ الَّذِيْنَ عهِدْتُ مِنْ عُلَمَائِهَا
وَرَأَيْتُهَا مَحْفُوفَةً بِسِوَى الأوْلَى
كَانُوا وُلاَةَ صُدُرْوِهَا وَفِنَائِهَا
أَنْشَدْتُ بَيْتاً سَائِراً مُتَقَدِّماً
والعَيْنُ قَدْ شَرِقَتْ بِجَارِيَ مَائِهَا
أَمَّا الخِيَامُ فَإِنَّهَا كَخِيَامِهِمْ
وَأَرَى رِجَالَ الحَيِّ غَيْرَ رِجَالِهَا ... >?
فيا له من زمان يواجه فِيه المُؤْمِن الصابر عواصف الفتن وَرُبَّمَا تمني الموت لما يري من المنكرات التي لا يستطيع لها تغييراً واسمَعَ إلي ما ورد.
فعن محمر عن يحيي بن أبي كثير قال: دخلت عَلَى أبي مسلمة ابن عبد الرحمن وَهُوَ مريض فَقَالَ: إن استطعت أن تموت فمت فوَاللهِ ليأتي عَلَى النَّاس زمان يكون الموت أحب إلي أحدهم من الذهب الأحمر.
قُلْتُ: وفِي زمننا هَذَا موجود فِي كثير من أقطار الأرض مسلمون ينوع عَلَيْهمْ الْعَذَاب عشية وضحاها وبودهم لو ماتوا واستراحوا فالموت أحب إليهم من الذهب الأحمر، وَقَالَ طاووس: لا تحرز دين المرء إلا حفرته.