قال: فجعل رسول الله ? يذكر شدة مناشدتها ربِهَا تبارك وتعالى. قَالَ رَسُولُ اللهِ ? ": فأصبحت عنزها ومثلها وصيصيتها ومثلها وهاتيك فأتها إن شئت " قال: فقُلْتُ بل أصدقك.
وكَانَ بعض السَّلَف بيده الميزان يزن به دراهم فسمَعَ الآذَان فنهض ونفضها عَلَى الأرض وذهب إلي الصَّلاة فَلَمَّا عاد جمعها فلم يذهب منها شيء.
ومن أنواع حفظ الله لمن حفظه فِي دنياه أن يحفظه من كُلّ شر كُلّ من يريده بأذي من الجن والإنس كما قال تعالى:(ومن يتق الله يجعل لَهُ مخرجاً) قَالَتْ عَائِشَة رَضِيَ اللهُ عنهَا: يكفِيه غم الدُّنْيَا وهمها.
وَقَالَ الربيع بن خيثم: يجعل لَهُ مخرجاً من كُل ما ضاق عَلَى الناس. وكتبت عَائِشَة رَضِيَ اللهُ عنهَا إلي معاوية: إن اتقيت الله كفاك الناس. وإن اتقيت النَّاس لم يغنوا عنكَ من الله شيئاً.
وكتب بعض الخلفاء إلي عمرو الغفاري كتاباً يأمره فِيه بأمرٍ يخالف كتاب الله، فكتب إليه: إني نظرت فِي كتاب الله فوجدته قبل كتاب أمير الْمُؤْمِنِين وإن السماوات والأرض لَوْ كانتا رتقاً عَلَى امرء فاتقي الله عَزَّ وَجَلَّ جعل لَهُ مخرجاً والسلام. وأنشد بَعْضهمْ: بتقوي الإلَه نجا من نجا.
كتب بعض السَّلَف إلي أخيه: أما بعد فإنه من اتقي الله فقَدْ حفظ نَفْسه ومن ضيع تقواه فقَدْ ضيع نَفْسهُ والله الغني عنه.