وهم رجل بمعصية فخرج إليها فمر فِي طريقه بقاص عَلَى النَّاس فوقف عَلَى حلقته فسمعه يَقُولُ: أيها الهامُّ بالمعصية أما علمت أن خالق الهمة مطلع عَلَى همتك فوقع مغشياً عَلَيْهِ فما أفاق إلا من توبة.
وَمِنْهُمْ من عصم نَفْسهُ بموعظة جرت عَلَى لسان من أراد منه الموافقة عَلَى المعصية كما جري لأحد الثلاثة الَّذِينَ دخلوا الغار وانطبقت عَلَيْهمْ الصخرة، فإنه لما جلس من تلك المرأة مجلس الرجل من امرأته قَالَتْ لَهُ يا عَبْد اللهِ اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه فقام عنها.
وكَذَلِكَ الكفل من بني إسرائيل كَانَ لا يتورع عن معصية فأعجبته امرأة فأعطاها ستين ديناراً فَلَمَّا قعد منها مقعد الرجل من امرأته ارتعدت وقَالَتْ: أكرهتك؟ قَالَتْ: لا، ولكن عمل ما عملته قط وإنما حملني عَلَيْهِ الحاجة.
فَقَالَ: تخافين الله ولا أخافه ثُمَّ قام عنهَا ووهب لها الدنانير، وَقَالَ: وَاللهِ لا يعصي الله الكفل أبداً ومَاتَ من ليلته فأصبح مكتوباً عَلَى بابه قَدْ غفر الله للكفل.
أخرج الإمام أَحَمَد والترمذي حديثه هَذَا من حديث ابن عمر مرفوعاً.
وراود رجل امرأة عن نفسها وأمرها بغلق الأبواب فقلعت وقَالَتْ: بقي باب واحد. قال: أي باب؟ قَالَتْ: الْبَاب الَّذِي بيننا وبين الله تعالى فلم يتعرض لها.
وراود رجل أعرابية قال: لها ما يرانَا إلا الكواكب. قَالَتْ: فأين مكوكبِهَا وهَذَا كله من ألطاف الله تعالى وحيلولته بين الْعَبْد ومعصيته.
قال الحسن وذكر أَهْل المعاصي: هانوا عَلَيْهِ فعصوه ولَوْ عزوا عليه