فعصمهم، وَقَالَ بشر: ما أصر عَلَى معصية الله كريم ولا آثر الدُّنْيَا عَلَى الآخرة حليم. وَاللهُ أَعْلم وصلي الله عَلَى مُحَمَّد وعَلَى آله وصحبه وسلم.
(فصل)
ومن أنواع حفظ الله لعبده فِي دينه: أن الْعَبْد قَدْ يسعي فِي سبب من الدنيا؛ الولايات أو التجارات أو غَيْرَ ذَلِكَ فيحول الله بينه وبين ما أراده لما يعلم لَهُ من الخيرة فِي ذَلِكَ وَهُوَ لا يشعر مَعَ كراهته لذلك.
قال ابن مسعود رَضِيَ اللهُ عنهُ: إن الْعَبْد ليهم بالأمر من التجارة أو الإمارة فينظر الله إليه فَيَقُولُ للملائكة: اصرفوه عنهُ فإني إن يسرته لَهُ أدخلته النار فيصرفه الله عنهُ فيظِلّ يتطير يَقُولُ: سبقني فلان. دهاني فلان وما هُوَ إلا فضل الله عز وجل.
وأعجب من هَذَا الْعَبْد قَدْ يطلب باباً من أبواب الطاعات ولا يكون فِيه خَيْر لَهُ فيحول الله بينه وبينه صيانة لَهُ، وَهُوَ لا يشعر.
وأخرج الطبراني وغيره حديث أنس مرفوعاً، يَقُولُ الله عَزَّ وَجَلَّ:"إن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الغني ولَوْ أفقرته لأفسده ذَلِكَ، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الفقر ولَوْ أغنيته لأفسده ذلك".
وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الصحة ولَوْ أسقمته لأفسده ذَلِكَ وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا السقم ولَوْ صححته لأفسده ذلك.
وإن من عبادي من يطلب باباً من العبادة فاكفه عنهُ كيلا يدخله العجب. إني أدبر. إني أدبر عبادي بعلمي بما فِي قُلُوبهمْ إني عليم خبير".