للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كَانَ بعض المتقدمين يكثر سؤال الشهادة فهتف به هاتف إنك إن غزوت أسرت وإن أسرت تنصرت فكف عن سؤاله وفِي الجملة فمن حفظ حدود الله وراعي حقوقه تولي الله حفظه فِي أمور دينه ودنياه وفِي دنياه وآخرت.

وقَدْ أخبر الله تعالى: أنه ولي الْمُؤْمِنِين وأنه يتولي الصالحين وَذَلِكَ يتضمن أنه يتولي مصالحهم فِي الدُّنْيَا والآخرة ولا يكلهم إلي غيره. قال تعالى: (الله ولي الَّذِينَ آمنوا يخرجهم من الظلمَاتَ إلي النور) وَقَالَ تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ} وَقَالَ تعالى: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} وَقَالَ تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} .

فمن قام بحقوق الله فإن الله يتكفل لَهُ بالقيام بجَمِيع مصالحه فِي الدُّنْيَا والآخرة. فمن أراد أن يتولي الله حفظه ورعايته فِي أموره كُلّهَا فليراع حقوق الله عليه.

ومن أراد أن لا يصيبه شَيْء مِمَّا يكره فلا يأت شيئاً مِمَّا يكرهه الله. كَانَ بعض السَّلَف يدور عَلَى المجالس وَيَقُولُ: من أحب أن تدوم لَهُ الغاية فليتق الله.

وَقَالَ العمري الزاهد لمن طلب منه الوصية: كما تحب أن يكون الله لك فهكَذَا كن لله عز وجل. وفِي بعض الآثار يَقُولُ الله: (وعزتي وجلالي لا أطلع عَلَى قلب عبد فأعلم أن الغالب عَلَيْهِ حب التمسك بطاعتي إلا توليت سياسته وتقويمه) .

وفِي بعض الكتب المتقدمة يَقُولُ الله عَزَّ وَجَلَّ: (ابن آدم لا تعلمني ما يصلحك ابن آدم اتقني. . . ونم حيث شئت) .

<<  <  ج: ص:  >  >>