وَقَالَ رَحِمَهُ اللهُ: فمن أطاع الله واتقاه فِي حَيَاتهُ تولاه الله عِنْدَ وفاته عَلَى الإيمان وثبته بالقول الثابت فِي القبر عِنْدَ سؤال الملكين ودفع عنهُ عذاب القبر وآنس وحشته فِي تلك الوحدة والظلمة.
قال بعض السَّلَف: إِذَا كَانَ الله معك عِنْدَ دخول القبر فلا بأس عَلَيْكَ ولا وحشة. ورؤي بعض الصالحين فِي النوم بعد موته فسئل عن حاله فَقَالَ: يؤنسني رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فمن كَانَ الله سُبْحَانَهُ وتعالى أنيسه فِي ظلمَاتَ اللحود إِذَا فارق الدُّنْيَا وتخلي عنها. وفِيه ذَا يَقُولُ بَعْضهمْ:
وكَذَلِكَ أهوال القيامة وأفزاعها وشدائدها إِذَا تولي الله عبده المطيع لَهُ فِي الدُّنْيَا أنجاه من ذَلِكَ كله. قال قتادة فِي قوله تعالى:{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً} . قال:(من الكرب عِنْدَ الموت ومن أفزاع يوم القيامة) .
وَقَالَ عَلَى بن أبي طلحة عن ابن عباس رَضِيَ اللهُ عنهُمَا فِي هذه الآية: ينجيه من كُلّ كرب فِي الدُّنْيَا والآخرة.
وَقَالَ زيد بن أسلم فِي قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} . قال: يبشر فِي ذَلِكَ عِنْدَ موته وفِي قبره ويوم البعث فإنه لفِي الْجَنَّة، وما ذهبت فرحة البشارة من قلبه.
وَقَالَ ثابت البناني فِي هذه الآية: بلغنا أن المُؤْمِن يبعثه الله من قبره يتلقاه الملكَانَ اللذان كانَا معه فِي الدُّنْيَا فيقولان لَهُ لا تخف ولا تحزن فيؤمن الله خوفه ويقر عينه.