للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإني ختمت القرآن فِي هذه الزاوية ثلاثة عشر ألف ختمة. وروي أنه قال لابنه: أتري إن الله يضيع لأبيك أربعين سنة يختم كُل ليلة.

وَقَالَ بعض السَّلَف لابنه عِنْدَ موته ورآه يبكي قال: لا تبكي فما أوتي أبوك قط. وختم آدم بن أبي إياس القرآن وَهُوَ مسجي للموت ثُمَّ قال: بحبي لك إلا رفقت بي فِيه ذَا المصرع؟ كنت أؤملك لهَذَا كنت أرجوك لهَذَا لا إله إلا الله، ثُمَّ قضي رحمه الله.

وكَانَ عبد الصمد الزاهد يَقُولُ عِنْدَ موته: سيدي لهَذَا الساعة خبأتك حقق حسن ظني بك. وَقَالَ ابن عقيل عِنْدَ موته وقَدْ بكي النسوة: قَدْ وقفت منه خمسين سنة فدعوني أتهنأ بلقائه.

ولما هجم القرامطة عَلَى الحجاج وقتلوهم فِي الطواف وكَانَ عَلَى بن باكوية الصوفِي يطوف فلم يقطع الطواف والسيوف تأخذه حتي وقع.

تضرعٌ إلي فاطر السموات والأرض وثناء عليه

يَا مَنْ عَلَيْهِ مَدَى الأيامِ مُعْتَمَدِي ... إِلَيْكَ وَجَّهْتُ وَجْهِي لاَ إِلى أَحْدِ

يِا مَالِكَ المُلْكِ يَا مُعْطِيَ الجَزِيْلَ لِمَنْ ... يَرْجُوْ نَدَاهُ بِلاَ مَنٍ وَلاَ نَكَدِ

مَا لِي سِوْاكَ وَمَا لِي غَيْرَ بَابِكَ يَا ... مَوْلاَيَ فَامْحُ بِعَفْوٍ مَا جَنَتْْهُ يَدِي

وانْعِمْ وأَمْطِر عَلَيْنَا رَحْمَةً فَلَنَا ... عَوُائِدٌ مِنْكَ بِالإحْسَانِ وَالْمَدَدِ

وانْظُرْ إِليْنَا فَكم أَوْلَيْتَنَا نِعَماً ... مَا أَنْ تَمُرُّ عَلَى بَالٍ وَلاَ خَلِدِ

يَا مَنْ يُجْيِبُ دُعَائِيْ عِنْدَ مَسْأَلَتِي ... وَمَنْ عَلَيْهِ وَإِنْ أَخَطَأتُ مُعْتَمَدِي

وَاللهُ أَعْلم. وصلي الله عَلَى مُحَمَّد وآله وصحبه وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>