وإِذَا كَانَ لَيْسَ بدعاء فِي السراء فنزلت به ضراء فدعا الله عَزَّ وَجَلَّ قَالَتْ الملائكة صوت لَيْسَ بمعروف فلا يشفعون له.
وحديث الثلاثة الَّذِينَ دخلوا الغار وانطبقت عَلَيْهمْ الصخرة يشهد لهَذَا أيضاً. فإن الله فرج عنهم بدعائهم بما كَانَ سبق مِنْهُمْ من الأعمال الصَّالِحَة الْخَالِصَة فِي حال الرخاء من بر الوالدين وترك الفجور وأداء الامانة الخفية.
فإِذَا علم: أن التعرف إلي الله فِي الرخاء يوجب نعرفة الله لعبده فِي الشدة فلا شدة يلقاها الْعَبْد فِي الدُّنْيَا أعظم من شدة الموت وهي أَهْوَن مِمَّا بعدها إن لم يكن مصير الْعَبْد إلي خير. وإن كَانَ مصيره إلي خَيْر فهي آخر شدة يلقاها.
فالواجب عَلَى الْعَبْد: الاستعداد للموت قبل نزوله، بالأعمال الصَّالِحَة والمبادرة إلي ذَلِكَ فإنه لا يدري المرء متي تنزل به هذه الشدة من ليل أو نهار. وذكر الأعمال الصَّالِحَة والمبادرة إلي ذَلِكَ فإنه لا يدري المرء متي تنزل به هذه الشدة من ليل أو نهار. وذكر الأعمال الصَّالِحَة عِنْدَ الموت مِمَّا يحسن ظن المُؤْمِن بربه ويهون عَلَيْهِ شدة الموت ويقوي رجاءه.
قال بَعْضهمْ: يستحبون أن يكون للمرء خيبة من عمل صالح ليكون أَهْوَن عَلَيْهِ عِنْدَ نزول الموت أو كما قال. وكَانُوا يستحبون أن يموت الرجل عقب طاعة عملها من حج أو جهاد أو صيام.
وَقَالَ النخعي: كَانُوا يستحبون أن يكون للمرء خيبة من عمل صالح ليكون أَهْوَن عَلَيْهِ عِنْدَ نزول الموت أو كما قال. وكَانُوا يستحبون أن يموت الرجل عقب طاعة عملها من حج أو جهاد أو صيام.
وَقَالَ النخعي: كَانُوا يستحبون أن يلقنوا الْعَبْد محاسن عمله عِنْدَ موته لكي يحسن ظنه بربه.
قال أبو عبد الرحمن السلمي فِي مرضه: كيف لا أرجو رَبِّي وقَدْ صمت لَهُ ثمانين رمضان. ولما احتضر أبو بكر ابن عياش وبكوا عَلَيْهِ قال: لا تبكوا