ومِمَّا يبين هَذَا ويوضحه الْحَدِيث الَّذِي أخرجه الترمذي من حديث أَبِي هُرَيْرَةِ رَضِيَ اللهُ عنهُ عن النَّبِيّ ?:"من سره أن يستجيب لَهُ عِنْدَ الشدائد فليكثر الدُّعَاء فِي الرخاء ".
وخرج ابن أبي الدُّنْيَا وابن أبي حَاتِم وابن جرير وغيرهم من حديث يزيد الرقاشي عن أنس يرفعه: " إن يونس عَلَيْهِ السَّلام لما دعي فِي بطن الحوت قَالَتْ الملائكة: يا رب هَذَا صوت معروف فِي بلاد غريبة؟ فَقَالَ الله: أما تعرفون ذلك؟ قَالُوا: ومن هو؟
قال: عبدي يونس. قَالُوا: عبدك يونس الَّذِي لم يزل يرفع عملاً متقبلاً ودعوة مستجابة؟ قال: نعم. قَالُوا: يا رب أفلا ترحم ما كَانَ يصنع فِي الرخاء فتنجيه به فِي البلاء؟ قال: بلي فأمر الله الحوت فطرحه بالعراء.
وَقَالَ الضحاك بن قيس: اذكروا الله فِي الرخاء يذكركم فِي الشدة. إن يونس عَلَيْهِ السَّلام كَانَ يذكر الله فَلَمَّا وقع فِي بطن الحوت قال الله تعالى:{فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} .
وإن فرعون كَانَ طاغياً ناسياً لذكر الله فَلَمَّا أدركه الغرق قال: آمنت. فَقَالَ الله تعالى:{آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} .
وَقَالَ رشدين بن سعد: قال رجل لأبي الدرداء رَضِيَ اللهُ عنهُ: أوصني، فَقَالَ: اذكر الله فِي السراء يذكرك فِي الضراء فإن الْعَبْد إِذَا ذكر فِي السراء فنزلت به ضراء فدعا الله عَزَّ وَجَلَّ قَالَتْ الملائكة: صوت معروف فشفعوا له.