السادس: مشهد العبودية وأنه محض من كُلّ وجه تجري عَلَيْهِ أحكام سيده وأقضيته بحكم كونه ملكه وعبده فيصرفه تحت أحكامه القدرية كما يصرفه تحت أحكامه الدينية فهو محل لجريان هذه الأحكام عليه.
الاجتماع بالإخْوَان قسمان:
أحدهما: اجتماع عَلَى مؤانسة الطبع وشغل الوَقْت، فهَذَا مضرته أرجح من منفعته، وأقل ما فِيهِ أنه يفسد الْقَلْب ويضيع الوقت.
الثاني: الاجتماع بِهُمْ عَلَى التعاون عَلَى أسباب النجاة والتواصي بالحق والصبر، فهَذَا من أعظم الغنيمة وأنفعها.
ولكن فِيهِ ثلاث آفات:
إحداها: تزين بَعْضهمْ لبعض.
الثَّانِيَة: الكلام والخلطة أكثر من الحاجة.
الثالثة: أن يصير ذَلِكَ شهوة وعادة ينقطع بِهَا عن المقصود.
وبالجملة: فالاجتماع والخلطة لقاح، إما للنفس الأمارة، وإما للقلب والنفس المطمئنة والنتيجة مستفادة من اللقاح فمن طاب لقاحه طابت ثمرته.
وهذه الأرواح الطيبة لقاحها من الملك والخبيثة لقاحها من الشيطان