وقَدْ جعل الله سُبْحَانَهُ بحكمته الطيبات للطيبين والطيبين والطيبين للطيبات وعكس ذلك.
بين الْعَبْد وبين الله والْجَنَّة قنطرة تقطع بخطوتين خطوة عن نَفْسه، وخطوة عن الخلق فيسقط نَفْسه ويلغيها فيما بينه وبين النَّاس ويسقط النَّاس ويلغيهم فيما بينه وبين الله؛ فلا يلتفت إلا إلي الله من دله عَلَى الله وعَلَى الطَرِيق الموصلة إليه.
من عرف نَفْسه اشتغل بإصلاحها عن عيوب الناس.
من عرف ربه اشتغل به عن هوي نفسه.
أنفع الْعَمَل أن تغيب فِيه عن النَّاس بالإخلاص وعن نفسك بشهود المنة فلا تري فِيه نفسك ولا تري الخلق.
دخل النَّاس النار من ثلاثة أبواب: باب شبهة أورثت شكاً فِي دين الله، وباب شهوة أورثت تقديم الهَوَى عَلَى طاعته ومرضاته، وباب غضب أورث العدوان عَلَى خلقه.
أصول الخطايا كُلّهَا ثلاثة: الكبر، وَهُوَ الَّذِي أصار إبلَيْس إلي ما أصاره والحرص، وَهُوَ الَّذِي أخرج آدم من الجنة.
والحسد، وَهُوَ الَّذِي جرأ أحد ابني آدم عَلَى أخيه. فمن وقي شر هذه الثلاثة فقَدْ وقي الشر، فالكفر من الكبر، والمعاصي من الحرص، والبغي والظلم من الحسد.
جمَعَ النَّبِيّ ? فِي قوله:"فاتقوا الله وأجملوا فِي الطلب" بين مصالح الدُّنْيَا والآخرة.
فالآخرة ونعيمها ولذاتها، إنما تنال بتقوي الله وراحة القلب