للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.. واغْضُضْ جُفُونَكَ عن مُلاَحَظَةِ النِّسَا ... وَمَحَاسِنِ الأحْدَاثِ وَالصِّبْيَانِ

واحْفِرْ لِسِرِّكَ فِي فُؤَادِكَ مَلْحَداً ... وادْفِنْهُ فِي الأحْشَاءِ أَيَّ دِفَانِ

لاَ يَبْدُ مِنْكَ إِلى صَدِيقِكَ زَلَّةٌ ... واجْعَلْ فُؤَادَكَ أَوْثَقَ الخُلاَّنِ

لاَ تَحْقِرَنَّ مِنَ الذُّنُوبِ صِغَارَهَا ... فَالقَطْرُ مِنْهُ تَدَفُّقُ الخِلْجَانِ

وَإِذَا نَذَرْتَ فَكُنْ بِنَذْرِكَ مُوَفْياً ... فَالنَّذْرُ مِثْلُ العَهْدِ مَسْئُولاَنِ

لاَ تَشْغَلَنّ بِعَيْبِ غَيْرِكَ غَافِلاً ... عن عَيْبِ نَفْسِكَ إِنَّهُ عَيْبَانِ

لاَ تُفْنِ عُمْرَكَ فِي الجِدَالِ مُخَاصِماً ... إِنَّ الجِدَالَ يُخِلُّ بِالأدْيَانِ

وَاحْذَّرْ مُجَادَلَةَ الرِّجَال فَإِنَّهَا ... تَدْعُو إِلى الشَّحْنَاءِ وَالشَّنَآنِ

وَإِذَا اضْطُرِرْتَ إِلى الجِدَالِ وَلم تَجِدْ ... لَكَ مَهْرَباً وَتَلاَقَتَ الصَّفَانِ

فَاجْعَلْ كِتَابَ اللهِ دِرْعاً سَابِغاً ... وَالشَّرْعَ سَيْفَكَ وَابْدُ فِي المَيْدَانِ

وَالسُّنَةَ البَيْضَاءَ دُوْنَكَ جُنَّةًَ ... وَارْكَبْ جَوَادَ العَزْمِ فِي الجَوَلاَنِ

واثْبُتْ بِصَبْرِكَ تَحْتَ ألْوَيِةِ الهُدَى ... فَالصَّبْرُ أَوْثَقُ عُدَّةِ الإنسان

واطْعن بِرُمْحِ الحَقِ كُلَّ مُعَانِدٍ ... للهِ دَرُّ الفَارِسِ الطَّعَانِ

واحْمِلْ بِسَيْفِ الصِّدْقِ حَمْلةَ مُخْلِصٍ ... مُتَجَرِّدٍ للهِ غَيْرَ جَبَانِ

وَإِذَا غَلَبْتَ الخَصْمِ لاَ تَهْزَأْ بِهِ ... فَالعُجْبَ يُخْمِدُ جَمْرَةَ الإنسان

لاَ تَغْضَبَنَّ إِذَا سُئِلْتَ وَلاَ تَصِحْ ... فَكِلاَهُمَا خُلُقَانِ مَذْمُومَانِ

كُنْ طُوْلَ دَهْرِكَ سَاكِتاً مُتَواضِعاً ... فَهُمَا لِكُلِّ فَضِيْلَةٍ بَابَانِ

واخْلَعْ رِدَاءَ الكِبْرِ عنكَ فَإِنَّهُ ... لاَ يَسْتَقِلُّ بِحَمْلِهِ الكَتِفَانِ

كُنْ فَاعِلاً لِلّخَيْرِ قَوَّإلا لَهُ ... فَالقَوْلُ مِثْلُ الْفِعْلِ مُقْتَرِنَانِ

مِنْ غَوْثِ مَلْهُوْفٍ وَشَبْعَةِ جَائِعٍ ... وَدِثَارِ عُرْيَانٍ وَفِدْيَةِ عَانِ

فَإِذَا فَعَلْتَ الْخَيْرَ لاَ تَمْنُنْ بِهِ ... لاَ خَيْرَ فِي مُتَمَدِّحٍ مَنَانِ

<<  <  ج: ص:  >  >>