وذكر الله تعالى الذكر فِي طرفِي النَّهَارِ فِي مواضع كثيرة من كتابه كقوله:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} وَقَالَ: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ} . وقال:{وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} وَقَالَ: {فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً} .
فهذه الأوقات الثلاثة منها وقتان وهما أول النَّهَار وآخره يجتمَعَ فِي كُل من هذين الوقتين عمل واجب هُوَ تطوع فأما الْعَمَل الواجب فهو صلاة الصبح وصلاة العصر وهما من أفضل الصلوات الخمس، وهما البردان اللذان من حافظ عَلَيْهِمَا دخل الْجَنَّة، وقَدْ قيل فِي كُلّ مِنْهُمَا أنها الصَّلاة الوسطي.
وأما الْعَمَل التطوع فهو ذكر الله بعد صلاة الصبح حتي تطلع الشمس، وبعد العصر حتي تغرب الشمس. وقَدْ وردت النصوص الكثيرة فِي أذكار الصباح والمساء وفِي فضل من ذكر الله حيث يصبح وحيث يمسي.
وقَدْ روي من حديث ابن عمر رَضِيَ اللهُ عنهُمَا مرفوعاً:" ابن آدم اذكرني ساعة من أول النَّهَارَ وساعة من آخره أغفر لك ما بين ذَلِكَ إلا الكبائر أو تتوب منها ". وكَانَ السَّلَف لآخر النَّهَارَ أشد تعظيماً من أوله.
قال ابن المبارك: بلغنا أنه من ختم نهاره بذكر الله كتب نهاره كله ذكراً. وَقَالَ أبو الجلد: بلغنا أن الله تعالى ينزل مساء كُلّ يوم إلي السماء الدُّنْيَا ينظر إلي أعمال بني آدم.