للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورأي بعض السَّلَف أبا جعفر القاري فِي المنام فَقَالَ لَهُ: قل لأبي حازم – يعني الأعرج الزاهد الكيس: إن الله وملائكته يتراءون مجلسك بالعشيات. والظاهر أن أبا حازم كَانَ يقص عَلَى النَّاس آخر النهار.

وقَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيث أن الذكر بعد الصبح أفضل من أربع رقاب وبعد العصر أحب من ثمان. وأيضاً فيوم الْجُمُعَة آخره أفضل من أوله لما يرجي فِي آخره من ساعة الإجابة.

ويوم عرفة آخره أفضل من أوله لأنه وَقْت الوقوف. وكَذَلِكَ آخر الليل أفضل من أوله، وَكَذَا قال السَّلَف، واستدلوا بحديث النزول الإلهي. وهَذَا كله مِمَّا يرجح به قول من قال أن صلاة العصر هِيَ الوسطي.

وأما الوَقْت الثالث فهو الدلجة. والإدلاج سير آخر الليل، والمراد هنا الْعَمَل فِي آخر الليل وَهُوَ وَقْت الاستغفار كما قال تعالى: {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ} وَقَالَ: {وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} .

وهو آخر أوقات النزول الإلهي المتضمن لاستعراض حوائج السائلين، واستغفار المذنبين، وتوبة التائبين، وسط الليل للمحبين للخلوة بحبيبهم، وآخر الليل للمذنبين يستغفرون من ذنوبهم، من عجز عن مُشَارَكَة المحبين فِي الجري معهم فِي ذَلِكَ المضمار فلا أقل من مُشَارَكَة المذنبين فِي الاعتذار.

ورد فِي بعض الآثار: أن العرش يهتز من السحر. قال طاووس ما كنت أظن أن أَحَدًا ينام فِي السحر.

<<  <  ج: ص:  >  >>