للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفِي الْحَدِيث الَّذِي خرجه الترمذي: " من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل. سير الدلجة آخر الليل يقطع به سفر الدُّنْيَا والآخرة ".

ولهَذَا الْحَدِيث الَّذِي أخرجه مسلم: " إِذَا سافرتم فعليكم بالدلجة فإن الأرض تطوي بالليل " وقَدْ دخل الأشتر عَلَى عَلَي رَضِيَ اللهُ عنهُ وَهُوَ يصلي فأنشد:

اصْبِرْ عَلَى مَضَضِ الإدْلاَجِ بِالسَّحَرِ ... وفِي الرَّواحِ عَلَى الطَاعَاتِ وَالبُكَرِ

لاَ تَضْجَرَنّ وَلاَ يُعْجِزْكَ مَطْلَبُهَا ... فَالهَمُ يَتْلَفُ بَيْنَ اليَأْسِ وَالضَّجَرِ

إِنّي رَأَيْتُ وفِي الأيَّامِ تَجْرُبَةٌ ... لِلصَّبْرِ عَاقِبَةٌ مَحْمُودَةُ الأثَرِ

وَقَلَّ مَنْ جَدَّ فِي أَمْرٍ تَطَلّبَهُ ... واسْتَصْحِبَ الصَّبْرَ إلا فَازَ بِالظَفَرِ

اللَّهُمَّ ألحقنا بعبادك الصالحين الأبْرَار، وآتنا فِي الدُّنْيَا حسنة وفِي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا، وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِيْنَ الأحياء مِنْهُمْ والميتين، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وصلي الله عَلَى سيدنا مُحَمَّد وعَلَى آله وصحبه أجمعين.

(فَصْلٌ)

وَقَالَ رَحِمَهُ اللهُ:

وقوله ?: " والقصد القصد تبلغوا ". حث عَلَى الاقتصاد فِي العبادة، والتوسط فيها بين الغلَوْ والتقصير"، ولذَلِكَ كرره مرة بعد مرة. وفِي مسند البزار من حديث حذيفة رَضِيَ اللهُ عنهُ: ما أحسن القصد فِي الفقر، وما أحسن القصد فِي الغني، وما أحسن القصد فِي العبادة.

وكَانَ مطرِّفُ بن عَبْد اللهِ بن الشخِّيْر قَدْ اجتهد فِي العبادة فَقَالَ له

<<  <  ج: ص:  >  >>