للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غروبِهَا فافعلوا ". ثُمَّ قَرَأَ {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} .

ولما كَانَ هذان الوقتان فِي الْجَنَّة وقتان للرؤية فِي خواص أَهْل الْجَنَّة، خص ? عَلَى المحافظة عَلَى الصَّلاة فِي هذين الوقتين فِي الدُّنْيَا فمن حافظ عَلَى هاتين الصلاتين فِي الدُّنْيَا فِي هذين الوقتين وصلاهما عَلَى أكمل وجوههما وخشوعهما وحضورهما وأدبهما فإنه يرجي لَهُ أن يكون ممن يري الله فِي هذين الوقتين فِي الْجَنَّة، لا سيما إن حافظ بعدهما عَلَى الذكر وأنواع العبادات حتي تطلع الشمس أو تغرب.

فإن وصل الْعَبْد ذَلِكَ بدلجة آخر الليل فقَدْ اجتمَعَ لَهُ السير فِي الأوقات الثلاثة وهي: الدلجة، والغدوة، والروحة، فيوشك أن يعقبه الصدق فِي هذَا السير الوصول الأعظم إلي ما يطلبه فِي مقعد صدق عِنْدَ مليك مقتدر.

من لزم الصدق فِي طلبه أداه الصدق إلي مقعد الصدق. {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ} .

المحب لا يقطع السؤال عمن يحب ويتحسس الأخبار وينسم الرياح ويستدل بآثار السلوك عَلَى الطَرِيق إلي محبوبه.

لَقَدْ كبرت همة الله مطلوبِهَا وشرفت نفس الله محبوبِهَا {وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} .

مَا لِلْمُحْبِ سِوَى إِرَادَةَ حُبِهِ ... إِنَّ المُحِبَ بِكُلِّ بَرٍ يُصْرَعُ

قيمة كُلّ امريءٍ ما يطلب، فمن كَانَ يطلب الله فلا قيمة لَهُ من طلب الله فهو أجل من أن يقوم. ومن طلب غيره فهو أخس من أن يكون لَهُ قيمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>