للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الشبلي: من ركن إلي الدُّنْيَا أحرقته بنارها فصار رماداً تذروه الرياح، ومن ركن إلي الآخرة أحرقته بنورها فصار سبيكة ذهب ينتفع به، ومن ركن إلي الله أحرقه نور التَّوْحِيد فصار جوهراً لا قيمة له.

اللَّهُمَّ هب لنا ما وهبته لأوليائك وتوفنا وأَنْتَ راض عنا وقَدْ قبلت اليسير منا وَاجْعَلْنَا يا مولانَا من عبادك الَّذِينَ لا خوف عَلَيْهمْ ولا هم يحزنون وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِيْنَ بِرَحْمَتِكَ يا أرحم الراحمين.

وصلي الله عَلَى مُحَمَّد وآله وصحبه أجمعين.

(فَصْلٌ)

فِي قوله تعالى: {وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} هذه الآية كانت تشتد عَلَى الخائفين من العارفين، فإنها تقتضي أن من العباد من يبدو لَهُ عِنْدَ لقاء الله ما لم يكن يحتسب لَهُ، ولهَذَا قال عمر رَضِيَ اللهُ عنهُ: لَوْ أن لي ملك الأرض لافتديت به من هول المطلع.

وفِي الْحَدِيث: " لا تمنوا الموت فإن هول المطلع شديد، وإن من سعادة المرء أن يطول عمره ويرزقه الله الإنابة ".

وَقَالَ بعض حكماء السَّلَف: كم موقف خزي يوم القيامة لم يخطر عَلَى بالك قط. ونظير هَذَا قوله تعالى: {لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} واشتمل عَلَى ما هُوَ أعم من ذَلِكَ وَهُوَ أن يكون لَهُ أعمال يرجو بِهَا الْخَيْر فتصير هباءً منثوراً وتبدل سيئاتٍ. وقَدْ قال تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ

<<  <  ج: ص:  >  >>