للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه الآية، وهَذَا كما فِي حديث الثلاثة الَّذِينَ هم أول من تسعر بِهُمْ النار، العَالم والمتصدق والمجاهد. وكَذَلِكَ من عمل أعمالاً صَالِحَة وكانت عَلَيْهِ مظَالم فهو يظن أن أعماله تنجيه فيبدو لَهُ ما لم يكن يحتسب، فيقتسم الغرماء أعماله كُلّهَا ثُمَّ يفضل لهُمْ فضل فيطرح من سيئاتهم عَلَيْهِ ثُمَّ يطرح فِي النار.

وقَدْ يناقش الحساب فيطلب منه شكر النعم فتَقُوم أصغر النعم فتستوعب أعماله كُلّهَا وتبقي بقية فيطالب بشكرها فيعذب.

ولهَذَا قال عَلَيْهِ الصَّلاة والسَّلام: " من نوقش الحساب عذب أو هلك". وقَدْ يكون لَهُ سيئات تحبط بعض أعماله أو أعمال جوارحه سوي التَّوْحِيد فيدخل النار.

وفِي سنن ابن ماجة من رواية ثوبان مرفوعاً: " إن من أمتي من يجيئ بأعمال أمثال الجبال فيجعلها الله هباءً منثوراً ". وفِيه: " وهم قوم من جلدتكم ويتكلمون بألسنتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون من الليل ولكنهم قوم إِذَا خلوا بمحارم الله انتهكوها ".

وأخرجَ يعقوب بن أبي شيبة وابن أبي الدُّنْيَا فِي حديث سالم مولي أبي حذيفة مرفوعاً: " ليجَاءَ يوم القيامة بأقوام معهم من الحسنات مثل جبال تهامة، حتي إِذَا جئ بِهمْ جعل الله أعمالهم هباءً ثُمَّ أكبهم فِي النار ".

قال سالم: خشيت أن أكون منهم. فَقَالَ أما أنَّهُمْ كَانُوا يصومون ويصلون ويأخذون هنيهة من الليل، لعلهم كَانُوا إِذَا عرض لهُمْ شَيْء سراً حراماً أخذوه فأدحض الله أعمالهم. وقَدْ يحبط الْعَمَل بآفة من رياء خفِي أو عجب به ونحو ذَلِكَ ولا يشعر به صاحبه.

قال ضيغم العابد: إن لم تأت الآخرة بالسرور لَقَدْ اجتمَعَ عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>